شهد اللقاء الثاني من لقاءات الحوار الوطني العاشر لمواجهة ظاهرة التطرف، الذي عقد في سكاكا أمس، طرح عديد من الأفكار والمداخلات، التي شددت على أهمية الوسطية ونبذ التطرف. وقال نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الدكتور فهد السلطان، الذي تلا نتائج اللقاء، إن من أبرز تلك الأفكار والمداخلات، التأكيد على خطورة التطرف على أمن المجتمع ووحدته الوطنية، سواء كان فكراً يغذي أم سلوكا يُتَّبع، «ومن هنا تظهر أهمية الشراكة الوطنية على مستوى المؤسسات والأفراد»، من أهل الرأي والفكر والتربية والدعوة والإعلام، للعمل بروح الفريق ضد ما يسهم أو من يدعو لتشظي وإقصاء أي من مكونات المجتمع السعودي وينال من لحمته الوطنية. وكذلك تحديد وتحرير مفاهيم التطرف والتشدد والغلو والإقصاء والإرهاب والجهاد والولاء والبراء وغير ذلك من المفاهيم التي تختلط على الناشئة والشباب لتكون معروفه لدى الجميع ولتسهل مواجهتها والحد من أثارها. وأضاف أن من بين الأفكار، تعزيز مفهوم المواطنة وتكريسه لدى كل المكونات والشرائح العمرية والمجتمعية، ليقتنع الجميع أن الوطن مظلة الجميع، والمواطنة حق وواجب لكل مواطن ومواطنة، إضافة إلى أهمية إجراء الدراسات المتعمقة عن التطرف وأسبابه وطرق علاجه بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث وإنشاء كراسي علمية لدراسة التطرف بجميع أشكاله وصوره، والعوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تقود إليه. وكذلك، ترجمة كل ما يخرج من هذا اللقاء من أفكار وتوصيات من المشاركين والمشاركات إلى برامج عمل وآليات تنفيذية تتم من خلال الوزارات والمصالح الحكومية المعينة بتنفيذها.وجاء هذا اللقاء استكمالاً لسلسة من اللقاءات، ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، تحضيراً للقاء الوطني العاشر للحوار الفكري «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية». وشارك في اللقاء 66 من العلماء والدعاة، والمثقفين، والإعلاميين والمهتمين بالغلو والتطرف وانعكاساتها على المجتمع. وأوضح السلطان أن اللقاء عقد بهدف التعرف على رؤية المجتمع وتطلعاته حول واقع هذه الظواهر السلبية وكيفية حماية المجتمع من آثارها، لافتاً إلى أن اللقاءات ستستمر في عموم مناطق المملكة. وكان عضو مجلس أمناء المركز، محمد الدحيم، شدد في كلمته الافتتاحية، على أهمية اللقاء في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة، مضيفاً أن هذا اللقاء واللقاءات الأخرى المشابهة، تعتبر من الحوارات المهمة في ظل واقع لا نريده أن يفرض نفسه على الجميع، لافتا أن موضوع التطرف من المواضيع الكبيرة والخطيرة، والحلول موجودة، غير أنها تحتاج إلى تكاتف الجميع لمواجهة هذه المشكلة، مؤكداً أن كل ما يطرح في اللقاء سيتم مناقشته ودراسته من المركز.