تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في العالم العربي صوب العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 13 إلى 26 نوفمبر الحالي لمتابعة فعاليات النسخة 22 من بطولة كأس الخليج التي تقام بمشاركة منتخبات الكويت والسعودية والإماراتوالعراق واليمن وقطروالبحرينوعمان. وتحظى بطولات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 وحتى الآن باهتمام بالغ من كافة الأوساط السياسية والرياضية والشعبية لأسباب عديدة، في مقدمتها أنها تحدد زعامة كرة القدم في منطقة الخليج العربي التي شهدت تغيرات كبيرة في اللعبة خلال السنوات الماضية. كما أن استمرارية البطولة منذ انطلاقها حتى الآن جعل منها واحدة من أقوى البطولات الإقليمية المعترف بها دولياً، بل إن بعضهم يراها في كثير من الأحيان خير بديل لبطولة كأس العرب التي لا تقام بنفس الدرجة من الانتظام. ومثل عديد من البطولات العربية كانت فكرة إقامة هذه البطولة سعودية وصاحبها هو الأمير خالد الفيصل، الذي طرح الفكرة في أواخر الستينيات قبل أن يعرضها وفد بحريني برئاسة الشيخ محمد بن خليفة رئيس الاتحاد البحريني في ذلك الوقت على الإنجليزي سير ستانلي راوس خلال دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968. ونظراً لحرص البحرين على المضي قدماً في تنفيذ الفكرة، عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم اجتماعاً عقب العودة من المكسيك لمناقشة الفكرة، وتقرر توجيه الدعوة إلى السعودية والكويت لأنهما كانتا الدولتين الخليجيتين اللتين انضمتا إلى الاتحاد الدولي للعبة. ووافقت الدولتان على المشاركة في البطولة الأولى في ضيافة البحرين ابتداء من 27 مارس 1970. وشاركت قطر في البطولة الأولى بإذن من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) رغم أنها لم تكن ضمن الدول الأعضاء في الفيفا آنذاك. وعُقد اجتماع لممثلي الدول المشاركة على هامش البطولة الأولى، وتقرر خلاله إقامة الدورة كل عامين بدلاً من إقامتها سنوياً، كما اُختيرت السعودية لاستضافة الدورة الثانية. ونصت لائحة البطولة على أن الفائز باللقب 3 مرات يحتفظ بالكأس مدى الحياة، على أن تُجرى المنافسات بعد ذلك على كأس جديدة على غرار بطولات كأس العالم. واقتصرت المشاركة في البطولة الأولى على منتخبات الكويتوالبحرين والسعودية وقطر، وأقيمت منافساتها من 27 مارس حتى الثالث من أبريل وفازت الكويت باللقب الأول. واستضافت السعودية البطولة الثانية من 15 إلى 28 مارس 1972، وشاركت في الدورة 5 منتخبات بعد انضمام الإمارات، لكن المنتخب البحريني فاجأ الجميع بانسحابه خلال مباراته أمام السعودية متعللاً بسوء التحكيم، واحتفظ المنتخب الكويتي باللقب. وفازت الكويت بشرف تنظيم البطولة الثالثة من 15 إلى 29 مارس 1974، وانضمت عمان إلى قائمة المشاركين فوزعت الفرق على مجموعتين. وتوج المنتخب الكويتي باللقب للمرة الثالثة في تاريخه. واستضافت قطر البطولة الرابعة من 25 مارس حتى 15 أبريل 1976، وكادت البطولة تنهار قبل انطلاقها، حيث هددت الدولة المنظمة بالانسحاب من البطولة بسبب اعتراض المنتخبات الأخرى على مشاركة المصري حسن مختار واللبناني جمال الخطيب مع المنتخب القطري، وانتهت المشكلة باستبعاد اللاعبين. وأحرز منتخب الكويت اللقب الرابع على التوالي. وفشلت إقامة البطولة الخامسة في موعدها عام 1978 نظراً لعدم اكتمال المنشآت في الإمارات التي كان مقرراً أن تستضيف البطولة قبل أن تعتذر لتستضيفها العراق من 23 مارس إلى الثامن من أبريل 1979. ونجح المنتخب العراقي في إحراز اللقب الأول له وأنهى الاحتكار الكويتي. وأقيمت البطولة السادسة في الإمارات من 19 مارس إلى الرابع من أبريل 1982 بمشاركة نفس المنتخبات. وشهدت البطولة حالة الانسحاب الثانية في بطولات الخليج، وكانت من نصيب الفريق العراقي الذي انسحب في اليوم الثاني للبطولة بقرار من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واستعاد اللقب المنتخب الكويتي. واستضافت عمان البطولة السابعة من التاسع إلى 26 مارس 1984، وشاركت فيها نفس المنتخبات بعد عودة الفريق العراقي الذي استعاد اللقب. واستضافت البحرين البطولة للمرة الثانية في تاريخها التي أقيمت من 22 مارس إلى السابع من أبريل 1986 بمشاركة 7 منتخبات. واستعاد المنتخب الكويتي لقبه. أما الدورة التاسعة فاستضافتها السعودية من الثاني إلى 18 مارس 1988 بمشاركة نفس الفرق أيضاً، واستعاد المنتخب العراقي اللقب مرة أخرى. واستضافت الكويت البطولة العاشرة من 20 فبراير إلى التاسع من مارس 1990، وفازت الكويت باللقب السابع. وشهدت البطولة انسحاب منتخبين، حيث انسحبت السعودية قبل بدء المنافسات لاعتراض المسؤولين على شكل التميمة الذي يضم جوادين، وانسحب المنتخب العراقي في وسط المنافسات اعتراضاً على التحكيم. وكانت هذه هي نهاية أحد فصول المنتخب العراقي في البطولات الخليجية، حيث استُبعد منها تماماً بعد الغزو العراقي للكويت الذي حدث في نفس العام. وعادت السعودية للمشاركة في البطولة ال11 التي أقيمت في قطر من 27 نوفمبر إلى العاشر من ديسمبر 1992 بمشاركة 6 منتخبات بعد استبعاد العراق. وأحرز الفريق القطري اللقب للمرة الأولى في تاريخه. واستضافت الإمارات البطولة ال12 من الثالث إلى 16 نوفمبر 1994، ونجح المنتخب السعودي في إحراز لقبه الأول. أما البطولة 13 فأقيمت في عمان من 15 إلى 28 أكتوبر 1996، واستعاد المنتخب الكويتي لقبه المفضل ليصبح اللقب الثامن له في البطولة. واستضافت البحرين البطولة ال14 وهي المرة الثالثة في تاريخها التي تستضيف فيها البطولة، وأقيمت منافساتها من 30 أكتوبر حتى 12 نوفمبر، واحتفظ المنتخب الكويتي بلقبه. وتأخر إقامة البطولة ال15 حتى عام 2002 حيث استضافتها السعودية من 16 إلى 30 يناير 2002 وأحرزت لقبها الثاني في بطولات كأس الخليج. وارتفع عدد المشاركين مجدداً إلى 7 منتخبات من خلال انضمام المنتخب اليمني إلى منافسات كأس الخليج في البطولة 16 التي استضافتها الكويت من 26 ديسمبر 2003 إلى 11 يناير 2004. وشق المنتخب السعودي طريقه بنجاح ليدافع عن لقبه ويحرز الكأس الخليجية للمرة الثالثة في تاريخه. وبعد 11 شهراً فقط من هذه الدورة، أقيمت البطولة ال17 في ضيافة قطر، وتوج المنتخب القطري باللقب للمرة الثانية. واستغل المنتخب الإماراتي إقامة البطولة التالية على ملاعبه في عام 2007 وتوج باللقب للمرة الأولى في تاريخه. وسجل المنتخب العماني اسمه أخيراً في القائمة الذهبية للبطولة وتوج بلقب البطولة ال19 التي استضافتها بلاده من الرابع إلى 17 يناير 2009. واستضافت اليمن البطولة ال20 في الفترة من 22 نوفمبر إلى الخامس من ديسمبر 2010، وأكمل الأزرق الكويتي قصة نجاحه ليعود إلى منصة التتويج بعد 12 عاماً من الغياب، حيث توج بلقبه العاشر في البطولة. وعادت البطولة الخليجية إلى أحضان البحرين مجدداً من خلال دورتها ال21 التي أقيمت خلال الفترة من الخامس إلى 18 يناير 2013 بمشاركة المنتخبات الثمانية نفسها. واستفاد المنتخب الإماراتي من المستوى الرائع لعدد من نجومه الذين شاركوا في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012) وانتزع اللقب للمرة الثانية في تاريخه.