هؤلاء مَنْ يحق لنا أن نفخر ونفتخر بهم وتشرئب أعناقنا نشوةً واعتلاءً، هؤلاء مَنْ سطروا أروع صور الإنسانية في تجلياتها وقيمتها الحقيقية، التي تعكس مدى قيمة الإسلام السمح بسماحة سلامه. حينما ترى صورة الجندي أول من قوات الطوارئ خليل عبدالله شوك تلك الصورة الشهيرة، التي طارت بها وكالات الأنباء العالمية، وهو يرش الرذاذ البارد من قارورة الماء على حشد من حجاج بيت الله وضيوف الرحمن مطبقاً بأسنانه على العلبة الأخرى، تشعر بالفخر والاعتزاز. تلك الصورة التي اعتبرت مثال الإنسانية الحقة، التي دمعت لها أعيننا لما لها من أثر عظيم وكبير علينا، وعلى جميع مَنْ تهف روحه إلى تلك المشاعر المقدسة في حج هذا العام. ما لمسناه نحن ككتاب سعوديين من خلال ما أوردته الصحافة العربية والأجنبية وكبار الكتّاب والصحفيين من تعليقات على موسم الحج لهذا العام، هوإبداء حالة من الرضا والاستحسان والامتنان والشكر للحكومة السعودية على التنظيم الرائع والإنجاز الكبير للمملكة على نجاح موسم حج هذا العام، وهو شيء يدعو للفخر والتباهي، خصوصاً في ظل ما سطروه رجال أمننا البواسل من إنجازات على الأرض، التي نعتبرها بالنسبة لنا مبعث فخر واعتزاز. إن ما لمسناه وشاهدناه من أفعال رجال الأمن البواسل أثبت للعالم أن رجال الأمن السعوديين غيَّروا النظرة السائدة عن المؤسسة الأمنية في البلدان العربية، التي يُنظر لها على أنها مؤسسة قمعية ليس شغلها الشاغل سوى الاعتقال والاستدعاء والسجن، بينما مثَّل رجال الأمن السعوديون لكل المسلمين أن حالة الرعب تختلف لدينا، وليست موجودة في قاموسهم، كما نجحوا في إزالة حالة الرهبة بين الناس ورجل الأمن، والتأكيد على أنها علاقة أخوية وحميمة وعلاقة إنسانية لا يشوبها شائبة. شكراً لكم يا رجال أمننا البواسل على تلك الصور التي شاهدناها. إننا إذ نقول لكم: «رفعتم رؤوسنا عالية يا أبطال، ونعتز بكم وبتضحياتكم». فإننا نخص بالشكر أسد الأمن وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف على متابعته الحثيثة وحرصه الشديد على نجاح موسم حج هذا العام كما كل عام.