أشاد كتّاب صحفيون بصورة "جندي الماء"، التي أظهرت جندي الأمن "خليل شوك" وهو ينثر الماء على رؤوس الحجاج؛ ليخفف عنهم حرارة الطقس، وهي الصورة التي التقطتها عدسة مصور "سبق" الشاب "فايز الزيادي" (22 عاماً)، مؤكدين أن هذه الصورة تمثل المجتمع السعودي المسلم خير تمثيل. وفي مقاله "جندي الماء يمثلني!" بصحيفة " عكاظ" يقول الكاتب الصحفي خالد السليمان: "الجندي الذي التقطت صورته عدسة المصور الصحفي فايز الزيادي وهو يرش المياه على الحجاج، وتم تكريمه من قِبل أمير الحج مشعل بن عبدالله، ليس إلا واحداً من عشرات الآلاف من جنودنا الذين حملوا شرف خدمة ضيوف الرحمن!.. ما قام به هذا الجندي النبيل يقوم به هو وعشرات الآلاف كل لحظة في المشاعر المقدسة، فعملهم الدؤوب لا يختصر في لحظة زمنية التقطتها عدسة مصور نابه، ولا ديباجة نثرية نثرتها مقالة كاتب، بل هو عمل متواصل، يكلل بكل صفات الفخر والاعتزاز لوطن ظل في خدمة الحجيج عاماً بعد عام، يسخر كل طاقاته البشرية والمادية لخدمة ضيوفه دون مقابل غير ابتغاء مرضاة الله في الوفاء بمقام البيت العتيق!".
وفي مقاله "تحية كبرى وتهنئة حارة" بصحيفة " عكاظ" يذهب الكاتب الصحفي محمد العصيمي خطوة أبعد حين يضع صورة "جندي الماء" وغيرها في مقابل الصور البغيضة للقتل على يد الجماعات الإرهابية التي تشوه الإسلام. يقول العصيمي: "لو سُئلت خلال هذه الأيام عمن تقدم لهم تحية خاصة، كبرى وحارة، لقلت إن من يستحق هذه التحية هم رجال الأمن ومتطوعو الميدان في موسم الحج. لقد قدم هؤلاء لنا وللعالمين صوراً رائعة عن إنسانية السعودي وإخلاصه ولطفه.. كانت تلك الصور التي يساعد فيها الشباب العجائز والأطفال، والوجوه التي تتصبب عرقاً ونصباً، من أروع ما حمله (تويتر) وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي والصحف إلينا. ولو كان بيدي لجمعت كل هذه الصور في وعاء إلكتروني واحد؛ ليراها كل العالم الذي يسجل من خلال ممارسات شاذة وخارجة انطباعات سيئة عن الشباب السعوديين".
ويضيف العصيمي "من يمثلنا هم هؤلاء الرجال الذين (يرفعون الرأس)، ويشرفون بلدهم ومواطنيهم، وليس أولئك الذين يتزاحمون على غنائم القتل والسلب والسبي وإذلال الآمنين في بيوتهم. ومن حسن حظنا أن من يشرفوننا ويحسنون إلينا هم الكثرة، ومن يحرجوننا ويسيئون إلينا هم القلة. وهؤلاء القلة سيكونون قريباً أقل بفضل التدابير والإجراءات القانونية والأمنية الأخيرة التي تقلم الآن أظافرهم، وتقلل من شأنهم، وتدفنهم في غياهب شرور أفعالهم وموبقاتهم وحماقاتهم".
وفي مقاله "إعلام الحج.. صورة" بصحيفة "الوطن" يركز الكاتب الصحفي حسن الحارثي على قيمة الصورة في نقل الخبر، وإبراز اللحظات الإنسانية، مقدماً التحية للمصورين من فصيلة "قلب الأسد"، أمثال مصور "سبق" الشاب "فايز الزيادي". ويقول الحارثي: "إذا كانت الصورة في العرف الإعلامي بألف كلمة فإن الصورة في الحج بألف مقال ومقال. ففي هذا التجمع البشري الكبير تتفرد الصورة بدور البطولة، وتتجاوز أهميتها بعض الأخبار والمعلومات التي تأتي ضمن السياق، وخصوصاً في غياب الحدث الاستثنائي أو الحوادث".
ويضيف الحارثي "يصنف المصور الصحفي في الحج ب(قلب الأسد)؛ فلا بد أن يتحلى بالشجاعة واللياقة؛ ليكون حاضراً في المكان المناسب والزمن المناسب.. وفي هذا العام رصد مصورو الصحف عدداً من الصور كانت حديث المجالس، وتم تداولها بشكل كبير عبر وسائط التواصل الاجتماعي و(الواتس أب)، وحضر رجال الأمن هذا العام أبطالاً للصور الأكثر انتشاراً. فصورة رجل الأمن الذي يتعلق بالكعبة، والآخر الذي يرش الماء على الحجيج، ما زالت تحتفظ بالأكثر تداولاً حتى اليوم، وحظيت الصورة الأخيرة بتفاعل رسمي غير مسبوق؛ فقد كُرم رجل الأمن على موقفه النبيل، ولم يكن ذلك ليحدث لو لم يكن هناك مصور شجاع كان قريباً، يرصد هذا النبض الكبير".