عندما كنّا صغاراً كنّا نعايش الليالي الماجدية بفرح كبير قبل قدومها، وبعد انتهائها نعيش الأفراح والليالي الملاح، لأنّ صانع الفرح هو ماجد عبدالله. كانت ليالي مختلفة في كل تفاصيلها عن باقي الليالي، نتسمَّر بالساعات عند التلفاز في انتظار ماجد عبر شاشات التلفاز، وعندما بلغنا سن المراهقة وأصبح بمقدورنا الذهاب للملعب كنّا نحضر قبل المباراة بساعات، مراهنين على أنّ الحسم سيكون بأقدام ماجد ولن يصنع الفرح سوى ماجد. في ليلة من ليالي شهر ذي الحجة عام 1413ه كانت الجماهير السعودية تنتظر ليلة فرح سعودية سيصنعها ماجد بأقدامه، ماعدا قلة من الإعلاميين الذي تفرغوا لمهاجمة ماجد وتبعهم بعض السذج، شاكسني يومها زميل الدراسة وهو يتحدى أن يصنع ماجد شيئاً في تلك الليلة، فحضرت إلى الملعب مع صديقي، وعندما استلم ماجد تمريرة الرد من فهد المهلل أخذت أقفز في مكاني وأنا أصرخ (تكفى ياماجد)، ولم يخيب ماجد ظني فأسقط حارس الكويت أرضاً بالتخصص الماجدي وعانق الشباك بهدف ماجدي. وفي ليلة من ليالي شهر ذي الحجة من عام 1418ه صنع ذلك الماجد الفرح من جديد عندما وضع الكرة من بين أقدام حارس كوبتداج التركمانستاني، معلناً وصول النصر لنهائي آسيا التي حقق النصر لقبها، وشارك ماجد في الدقائق الأخيرة من النهائي، ووقفت حينها على قدمي مع أكثر من 60 ألف متفرج في انتظار نزوله إلى الملعب. وفي ذات الشهر وفي نفس العام وبعد النهائي الآسيوي بأيام اعتزل الأسطورة، واختلطت في داخلي مشاعر الفرح والحزن في آن واحد، فالنصر حقق للتو البطولة الآسيوية والأسطورة ماجد ودّع الملاعب للأبد. الأيام الماضية عشت مع كثير من الجماهير الماجدية، وهذا المسمى لأن ماجد جمع كافة الجماهير على حبه، أقول عشنا لحظة ترقب وانتظار كتلك التي عشناها في مباراة سامسونج الكوري عام 1418ه، ونحن ننتظر دخوله عالم تويتر وعشنا لحظة فرح كتلك التي عشناها في مباراة الكويت عام 1413ه عندما بدأ ماجد بالتغريد. ليلة أمس الأول لم تكن ليلة اعتيادية مع دخول الأسطورة ماجد لعالم تويتر، وأقترح على شركة أبل أن تطلق اسم ماجد على جهازها الجديد، لأنه تمّ إطلاقه في ليلة دخول ماجد لتويتر.