فيما شدد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، على وجوب التعجيل بتشكيل حكومة تمثل الجميع، شن سلاح الجو في الجيش العراقي غارات على مواقع لتنظيم «داعش» جنوبي مدينة كركوك. وخلال خطبة الجمعة في كربلاء، ربط السيستاني بين وجوب سعي الفصائل السياسية لتشكيل حكومة تمثل الجميع والتصدي لمقاتلي «داعش» الذين سيطروا على مساحات شاسعة من شمال العراق وغربه. واعتبر المرجع الديني الأعلى لدى الشيعة في العراق، في خطبته التي ألقاها نيابة عنه مساعده أحمد الصافي، أنه «لابد من التعجيل بتشكيل حكومة وطنية يشعر جميع المكونات بأنهم مشاركون وممثلون فيها، ضمن معايير وضوابط صحيحة مبنية على أساس خدمة البلد، كل البلد». وأمام رئيس الوزراء الجديد، حيدر العبادي، حتى العاشر من سبتمبر لتشكيل حكومة اقتسام السلطة. وحظي تعيين العبادي بتأييد كبير داخل البلاد وكذلك من الولاياتالمتحدة وإيران. وقال السيستاني كذلك، إنه يتعين على الحكومة توفير الفرص لنحو نصف مليون نازح في شمال العراق تركوا ديارهم هرباً من هجوم قوات «داعش». ويشهد العراق أسوأ أعمال عنف منذ ذروة الاقتتال الطائفي في عامي 2006 و2007. إذ استولى مقاتلون بقيادة «داعش» على مناطق كبيرة من شمال وغرب البلاد مما اضطر مئات الألوف من السكان إلى الفرار وهددوا الأكراد في منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي. إلى ذلك، أفاد ضابط كبير في الجيش العراقي أمس، بأن سلاح الجو نفذ غارات جوية وتمكن من قتل 39 من مسلحي «داعش» وإصابة 67 آخرين بينهم «أمير» في إحدى المناطق جنوبي مدينة كركوك (250 كم شمالي بغداد). وقال العقيد مصطفى البياتي، وهو أمر قوة حماية منطقة آمرلي المحاصرة منذ أكثر من 75 يوماً من قِبَل مسلحي «داعش»، إن طيران الجيش قام بقصف قرى دورة، ومار وأخيزل التابعة لناحية آمرلي. وأضاف «وفقاً للمعلومات فإن القصف الجوي أسفر عن مقتل 39 إرهابياً وإصابة 67 آخرين وحرق 8 عجلات مسلحة و5 أسلحة دوشكا». وذكر أن «القصف أسفر أيضاً عن إصابة حسين سعدون الملقب بقناص الأنبار إصابة بليغة، وهو أمير لمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة، تم نقله على إثرها إلى سوريا للعلاج عبر الموصل». من جهة أخرى، أحبطت قوات البيشمركة الكردية في ناحية سليمان بيك جنوبي كركوك هجوماً لمجاميع «داعش». وقال قائد الفوج الثاني في قوات البيشمركة، المقدم حكيم كريم، في تصريحٍ صحفي «إن قوات البيشمركة تمكنت فجر الجمعة في ناحية سليمان بيك جنوبي كركوك من إحباط هجوم عنيف للمجاميع المسلحة على الفوج الثاني لقوات البيشمركة، وهي المرة الثالثة التي يقدم فيها المسلحون على الهجوم في هذه المنطقة خلال 24 ساعة الماضية، إلا أن قوات البيشمركة تمكنت من إحباط جميع المحاولات» .