قبل أن تتّهمني بالعلمانية والليبرالية والباذنجانية والقائمة التي لا تنتهي، اقرأ للنهاية، مع أني أراهن أن 99 من أصل 100 ممّن يوزعون صكوك العلمانية على الخلق يجهلون معناها، واسألوهم لتتأكدوا.. أنا أريد أن أفضفض، أنا مأموم، لي حق أن أصلي وسط أجواء روحانية هادئة مفعمة بالتفاؤل، يا عالم نحن نحترق والصلاة تطفئ ذلك اللهب، ابتلاني الله بإمام لا يمسك اللاقط ليلقي كلمة حتى يقوم بتوبيخنا وتأنيبنا، وكأننا موظفون في شركة أبيه!! أئمة المساجد يقولون «استووا، اعتدلوا، الله أكبر» أما هو فيقول: «استووا، اعتدلوا، يا إخوان متى تتعلمون كيفية وضع أحذيتكم!! أنا لم أستطِع الدخول إلا بشق الأنفس، ثم أبناؤكم قد ملأوا المسجد صراخاً وعويلاً أين آباؤهم!!؟ هذا بيت الله!! هذا!!!.. وتخيلوا معي استمرينا واقفين لفترة تجاوزت الدقيقتين ولم يكبّر إلا بعد أن تجرأ أحد المصلين وقال (كبار السن قد تعبوا) هنا فقط كبّر. إن هذا الأسلوب الاستفزازي وتصيُّد الأخطاء التي لا وجود لها وإن وُجدت فهو شريك فيها (فالمسجد مثلاً لم يخصص تلك الرفوف الخشبية للأحذية)، آخر كلماته كانت عن تصديره حكماً مكروهاً (لمن «يسولف» في المسجد) ولا أدري من أين جاء بهذا، لكن ما أعرفه أنني لحظته أكثر من مرة «يسولف»، فهل «سواليفه» مستحبة ومندوبة وسواليف غيره (لا تنبغي وتجرّ للفساد فيمنعها سداً للذرائع!!). عموماً لكثرة ما انتقد شككت لبرهة أنني السوداوي الوحيد في العالم، لكن بفضل هذا الإمام الذي أحدث الأورام على رؤوسنا من كثرة قرعه و «حلطماته»!! حمدت الله أن ما أقوم به هو (لعب عيال) أمام تلك الجحافل والأساطيل الاستفزازية التي لديه. مَخرج: الآن عندما يسلّم الإمام التسليمة العشائية الثانية، فأنا أقول الأذكار عند مخرج المسجد، فقد أقسمت ألا أسلّم روحي وعقلي لبلطجية الاستفزاز وجالدي الذوات.. باللهجة العراقية (وِلكام ملّينااا)، والله الموفق.