أفكِّر دائما في المستقبل، لست وحدي من يشغله هذا التفكير، الذي ربما يشغل الجميع مع اختلاف أعمارهم ومذاهبهم وأفكارهم وشخصياتهم، لكل شخص له نصيب من هذا المستقبل منهم من يستقبله بخبر سعيد أو صادم، ومنهم من يتنفس مع مستقبله مجدداً والقليل هم من لا يعلمون ماهو المستقبل، ولا يتفكرون فيه، لذلك يكون غائباً عنهم، لأنهم لم يفكروا ولم يخططوا له، لذا تجدهم في حالة معاناة مع المستقبل (المجهول). فهم لم يفشلوا مرارا وتكرارا من أجله، وبعضهم بعيدون عن توقع مستقبلهم، وقد كانت أحلامهم وأفكارهم صغيرة، لم يتوقعوا أن يصلوا إلى ماهم عليه الآن، منهم من وصل إلى مبتغاه ومنهم من لم يصل إلى ما أراد ورسم لنفسه، بعضهم كانوا من لا شيء ثم أصبحوا كل شيء، بعضهم واجه الفشل ألف مرة ولم يستسلم وبعضهم أدركه الفشل مرة واستسلم. في البداية قلت إن أفكارنا تختلف من شخص إلى آخر، حقيقة نعم هناك من يدخل في التجربة أكثر من مرة ويعود إليها حتى يتعلم من الخطأ ويتفادى التجارب السيئة، ومنهم من تضربه مرة فيتراجع ولا يصحح ذلك الخطأ فيصبح شخصا لا فائدة منه لأنه لم يتعلم من الخطأ ويصححه. هي كذلك الحياة لن تصل إلى ما تريد حتى تتعلم من أخطائك، وتبحث عن الطريق الصحيح الذي ستسلكه بعد أن عانيت وذقت طعم الفشل، حينها ستذوق طعم حلاوة مجهود النفس، لا تجعل الفشل يبني أمامك سداً، حتى يتجاهلك المستقبل، كن أنت السد الذي يمنع الفشل من أن يكون عقبة لك في المستقبل، وتذكر دائما أننا نفشل عندما نقرر فشلنا إذا ما دمنا نحاول فإن فرص النجاح تنتظرنا.