أكثر بشر على وجه الأرض يحب «الفشخرة» والتظاهر بما ليس عنده- نحن السعوديون- بلا فخر! وقالوا في القدم: القناعة كنز لا يفنى، ولعمري هذه الحكمة/ خارطة طريق نفسية واجتماعية، ولكن مع الأسف تم الطعن في قائلها من قبل بعض كتابنا الفلاسفة!.. فتخيلوا يا إخوة التراب أن ثمة شاباً مقبلاً على الحياة، وحصل على وظيفة براتب 6000 ريال، أول ما سيخطر على بال أسرته تزويجه «بعروس» ذات حسب ونسب… إلى هنا والأمور تسير بسلام، وسأتجاوز عن مهر ذات الحسب والنسب البالغ مقداره 50 ألفاً.. وقيل إن بعض المناطق يصل سقف المهور بها إلى 100.000ألف ويقال أيضاً أن هذه النسب مسجلة في مناطق الشمال والجنوب! ولربما لم تصل لهم رسالة حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة».. الأمر الذي يدعو للتدبر والتفسير أن «القناعة» بتنظيم حفل زفاف «محفوف» بالأقارب وبضعة أصدقاء عيب وخزي وعار أمام أفراد القبيلة!، ثُم «اللي غيرنا ماهم بأحسن منا»!.. فصالة الفرح ستحجز بمبلغ 20 ألفاً، وإكرام الضيوف بالشحم واللحم سيكلف 30 ألفاً،…«الطقاقة» ذائعة الصيت لن تخرج لسانها بأقل من 20 ألفاً! «ودون حلفان» سمعت عاطلاً يقول «ياليتني طقاقة»!.. مما يعني أن ليلة زفاف «صاحبنا» ستصل بالمجمل إلى 150 ألفاً!… «الزفة الحقيقية» ستأتي مباشرةً بعد تلك الليلة الصاخبة! فالبنك «الرحيم بنا»! سيطالبه بمبلغ 300.000 ريال مع الفائدة! ناهيك عن المشكلات اللاحقة بعد استدانته!.. لأنه بالتأكيد لن يستطيع ادخار ذلك المبلغ من راتبه، ولو فعلها سيجلس سنوات ينتظر ليلة العمر!. بينما لو اقتنع بفكرة إقامة زفافة في بيته أو حتى في استراحة خاصة مع لفيف من الأقارب والأصدقاء فلن يكلفه زفافه أكثر من 10000ريال!!