خيبت البرازيل أمس العالم بكامله خلال حفل افتتاح نهائيات «كأس العالم البرازيل «2014 على ملعب أرينا كورينثيانز في ساو باولو الذي أقيم قبل أقل من ساعتين من المباراة الافتتاحية التي جمعت البرازيل وكرواتيا ضمن منافسات المجموعة الأولى. واستمر حفل الافتتاح الذي شارك فيه 1200 شخص، 25 دقيقة وتضمن رقصات محلية متنوعة، وانتهى بعرض غنائي للمطربتين جنيفر لوبيز وكلاوديا ليتي ومطرب الراب الأمريكي بيتبول، الذين قدموا أغنية المونديال «وي آر وَن» أي «نحن واحد». ولم يتضمن حفل الافتتاح خطاباً لرئيسة البرازيل ديلما روسيف أو لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر تجنباً لصافرات استهجان محتملة، كما حصل مع روسيف وبلاتر بالذات خلال افتتاح بطولة كأس القارات 2013، ووصف عدد من المتابعين من أرجاء العالم ب «الباهت». وكانت قوات الشرطة البرازيلية قد اشتبكت مع متظاهرين قبل بضع ساعات فقط من انطلاق المباراة الافتتاحية، وحاول بضع مئات من المتظاهرين الملثمين عرقلة الوصول إلى الاستاد عبر شارع راديال ليستي على بعد بضعة كيلو مترات من الملعب واشتبكوا مع رجال الشرطة الذين انتشروا بأعداد كبيرة تحسبا للاحتجاجات. وأقام المتظاهرون متاريس من القمامة ثم أشعلوا فيها النيران، وألقوا الحجارة على شرطة مكافحة الشغب، بينما استخدم رجال الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لقمع الاضطرابات. وقد أصيب عدد من الأشخاص بينهم ثلاثة صحفيين بجروح، وذلك وفقا لتقارير وسائل الإعلام البرازيلية. وكانت رئيسة البرازيل ديلما روسيف قد أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أمس الأول الأربعاء أن السلطات لن تتسامح مع أعمال التخريب التي تجري خلال الاحتجاجات. وبحسب عدد من المتابعين، فإن كأس العالم يقام وسط إضرابات وتظاهرات يمكن أن تؤثر على أهم حدث رياضي في العالم بعد الألعاب الأولمبية الذي شهد حضور رؤساء 12 دولة أجنبية وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، ومتابعة أكثر من مليار شخص موزعين في مائتي بلد. وفي بيلو هوريزونتي (غرب الوسط) حصنت وكالات مصرفية ومتاجر واجهاتها خشية حصول أعمال تخريب. ومن المقرر تنظيم تظاهرتين في ريو دي جانيرو إحداهما في وسط المدينة عند الصباح، والثانية على شاطئ كوبا كابانا بعد الظهر. وفي وسط الأعمال في ريو دي جانيرو ارتدى الجميع، من موظفي المكاتب إلى عمال التسليم على الدراجات ألوانا متدرجة من العلم الوطني، كالتنانير الزرقاء المقلمة بالأزرق والأخضر والفساتين الصفراء وقمصان تحمل اسم النجم نيمار. ويشكل هذا الحدث تحديا هائلا للدولة العملاقة الناشئة في أمريكا اللاتينية. فعلى البلاد التي تشمل 200 مليون نسمة إثبات قدرتها على تنظيم حدث رياضي كبير بعد أربع سنوات على نجاح كأس العالم في جنوب إفريقيا.