تواجه سلطات كييف المدعومة من البلدان الغربية صعوبة في تسوية الأزمة السياسية التي عرَّضت وحدة البلاد للخطر، وذلك قبل 10 أيام من انتخابات رئاسية تعدُّ بالغة الأهمية لمستقبل أوكرانيا التي تشهد حركة انفصالية موالية لروسيا في الشرق. وفي الشرق الناطق باللغة الروسية، تتزايد المواجهات بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المسلحين بعد حوالي الشهر على البدء في عملية ل «مكافحة الإرهاب» تستهدف استعادة سيطرة كييف على المناطق الانفصالية. وواجهت السلطات الأوكرانية أمس الأول صعوبة في إقامة «طاولة مستديرة» لمناقشة وحدة البلاد. وشارك في هذا المؤتمر رئيسان أوكرانيان سابقان ومرشحون للانتخابات الرئاسية ونواب بعضهم موالٍ لروسيا، لكنَّ أياً من انفصاليي مناطق دونيتسك ولوغانسك الذين صوَّتوا الأحد الماضي لاستقلالهما لم يحضر رغم الدعوات المتكررة التي وجهتها موسكو. وكان اجتماع مسؤولين أوكرانيين وانفصاليين إلى طاولة واحدة سيشكل اعترافاً بالتيار الانفصالي، فيما تشن كييف منذ حوالى الشهر عملية عسكرية من أجل استعادة السيطرة على المناطق الشرقية الناطقة باللغة الروسية والقريبة من الحدود مع روسيا. وبعد ساعات على انتهاء المناقشات، تحدثت وزارة الدفاع الأوكرانية عن معارك قرب كراماتورسك، إحدى مناطق نفوذ المتمردين. وكان 7 جنود أوكرانيين لقوا الثلاثاء الماضي مصرعهم في كمين نصبه المتمردون في المنطقة نفسها واستخدموا قاذفات صواريخ. وقُتِلَ بالإجمال ما يفوق ال 15 جندياً وشرطياً منذ منتصف أبريل في شرق البلاد. وتتحدث الحكومة الأوكرانية عن 30 قتيلاً من المدنيين والانفصاليين الذين سقطوا في المعارك. وأثناء انعقاد «الطاولة المستديرة»، أكد الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تورتشينوف «استعداد» أوكرانيا للاستماع إلى الناس في الشرق، لكنها ترفض الخضوع «لابتزاز» المتمردين المسلحين الذين «يفرضون إرادة» روسيا. وأجابه المسؤول البرلماني الكبير الموالي لروسيا أولكسندر أفريموف بأن «عشرات آلاف» السكان المحليين يدعمون المتمردين المسلحين وأن على أوكرانيا وقف عمليتها العسكرية في الشرق التي تقتصر ضحاياها على «المدنيين المسالمين»، كما قال. ومن الصعوبة بمكان تحديد أهمية مؤتمر لم يحصل على دعم موسكو ولا انفصاليي الشرق. وينبئ عن عجز المشاركين، الذين يؤيدون جميعاً وبصورة رسمية وحدة البلاد، عن التحدث مع بعضهم البعض في أيام صعبة. لكن الحكومة أعلنت أن سلسلة من اجتماعات الطاولة المستديرة ستُعقَد «في المناطق». وتحدث مشاركون عن إمكانية عقد طاولة مستديرة في دونيتسك ابتداءً من يوم غدٍ السبت. وانتخابات 25 مايو التي دُعِيَ إليها بعد إقالة فيكتور يانوكوفيتش في فبراير الماضي، يعتبرها الغربيون «أساسية» للخروج من الأزمة. وأقرت روسيا بصوت رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين الأربعاء بأن إجراء هذه الانتخابات الرئاسية هو «أهون الشرور» حتى لو أنها لن تكون «شرعية بالكامل». ميدانياً، تدور معارك بين متمردين موالين لروسيا وجنود أوكرانيين كل ليلة تقريباً في منطقة سلافيانسك معقل المتمردين. وأعلن الجيش الأوكراني أمس أنه «قضى على عصابة مسلحة» من المتمردين قرب قرية ستاروفارفاريفكا. وتقول وزارة الدفاع إن 3 متمردين قُتِلُوا وصودرت قاذفة صواريخ. وكانت كييف تشتبه في أن مجموعة المتمردين هذه تقف وراء الهجوم الدامي الثلاثاء على مظليين أوكرانيين.