بعد ساعات على انتهاء «الحوار الوطني» في كييف الذي تحول إلى «حوار طرشان» مع إصرار السلطات على أنها لن ترضخ ل «ابتزاز» الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على شرق البلاد، ونظموا الأحد الماضي استفتاء ايد «استقلال» مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، تحدثت وزارة الدفاع الأوكرانية عن معارك قرب بلدة كراماتورسك بدونيتسك. كما تتواصل الاشتباكات الليلية بين الجيش الأوكراني والانفصاليين في بلدة سلافيانسك. وأعلن الجيش تصفية عصابة مسلحة من المتمردين قرب قرية ستاروفارفاريفكا، ومصادرة قاذفة صواريخ. وقضى في الإجمال أكثر من 15 جندياً وشرطياً منذ منتصف نيسان (أبريل) في شرق البلاد، فيما تحدثت الحكومة عن سقوط 30 قتيلاً من المدنيين والانفصاليين في معارك. وأثناء انعقاد «الطاولة المستديرة» بمشاركة رئيسين أوكرانيين سابقين ومرشحين للانتخابات الرئاسية ونواب بعضهم موالين لروسيا، أكد الرئيس الأوكراني بالوكالة اولكسندر تورتشينوف استعداد كييف للاستماع إلى الناس في الشرق «شرط عدم إطلاق النار والنهب واحتلال مبان إدارية، وزاد: «من يحملون السلاح ويخوضون حرباً على بلدهم، ويملون علينا إرادة بلد مجاور سيحاسبون أمام القانون. نحن لن نخضع لابتزاز». وأشار الرئيس بالوكالة إلى أن الخسارة التي تكبدتها بلاده من انضمام جمهورية شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي في آذار (مارس) ناهزت مئة بليون دولار بسبب تدمير بنى تحتية واحتلال شركات»، علماً أن القرم تضم احتياطياً من الغاز. ورد النائب الموالي لروسيا اولكسندر افريموف بأن «عشرات آلاف السكان يدعمون المتمردين المسلحين، وعلى أوكرانيا وقف عمليتها العسكرية في الشرق التي تقتصر ضحاياها على مدنيين مسالمين». وأعلنت الحكومة أن سلسلة اجتماعات ل «الطاولة المستديرة» ستعقد «في المناطق». وتحدث مشاركون عن إمكان عقد «طاولة مستديرة» في دونيتسك بدءاً من غد. واعتبر مبعوث منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الديبلوماسي الألماني السابق وولفغانغ اشينغر الذي أدار «الحوار»، أن هذه المحادثات قد تسهم في تنظيم «عملية انتخابية شاملة ونزيهة وشفافة في 25 الجاري»، مضيفاً: «نحن هنا للنهوض بهذا المسار، والمساعدة في اقتراب أوكرانيا من أوروبا وضمان مستقبل مزدهر لها». لكن استطلاع للرأي أجراه معهد «كميس» للمسائل الاجتماعية في كييف، كشف أن ثلث الناخبين شرق أوكرانيا سيشاركون في الاقتراع الرئاسي، مع ترجيحه فوز البليونير الموالي للغرب بيترو بوروشينكو. وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2010 التي كسبها الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش والذي أقيل في شباط (فبراير)، فاقت نسبة المشاركة 70 في المئة في لوغانسك ودونيتسك. في لندن، أطلع وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا على أحدث الجهود التي تبذلها بلاده لصوغ عقوبات، في وقت يسعى الغرب إلى دعم الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة في 25 الشهر الجاري. وأشار مسؤول أميركي أن واشنطن وحلفاءها يعملون ل «بعث رسالة موحدة إلى الانفصاليين الموالين لروسياوموسكو تفيد بأن أي عرقلة للانتخابات سيترتب عليها ثمن جديد تدفعه روسيا يشمل فرض عقوبات على قطاعاته الاقتصادية لإلحاق أضرار محددة». وزاد: «لا خلاف على هذه القضية». وأصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمراً تنفيذياً بفرض عقوبات على القطاعات الرئيسية في روسيا، بينها القطاع المصرفي وقطاع الطاقة والدفاع والتعدين. وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع تنفيذ مناورات جوية في مقاطعة فورونيج، المحاذية للحدود مع أوكرانيا، في يوم الانتخابات الرئاسية الأوكرانية. وأفادت وزارة الدفاع بأن المقاطعة ستشهد بين 21 و26 الجاري «سباقاً» لطائرات العسكرية يحمل اسم «مناورة أفيادارتس 2014»، تشارك فيه 71 طائرة ومروحية. ويتضمن «السباق» مهاجمة الطائرات أهدافاً أرضية تمثل طائرات وآليات عسكرية ودبابات ومدافع ومخابئ للعدو، واختراق دفاعات جوية للعدو .