تسعى اوكرانيا لبدء "حوار وطني" يشجعه الغربيون لكن بدون الانفصاليين في مواجهة تهديد انفصال الشرق الذي يشهد حركة تمرد مسلحة موالية لروسيا اعمال عنف دموية. ويفترض ان تضم الطاولة المستديرة من اجل "الوحدة الوطنية" مسؤولي الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك وبرلمانيين وقادة ومرشحون سابقون للانتخابات الرئاسية. وسيدير المحادثات وزير الخارجية الالماني السابق فولفغانغ ايشنغر وستتناول بشكل خاص مسائل الاصلاح الدستوري واللامركزية ومكافحة الفساد كما اعلن ياتسينيوك. ويأتي هذا اللقاء غداة مقتل ستة جنود اوكرانيين في كمين بالقرب من بلدة اوكتيابرسكي الواقعة بين مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك (منطقة دونيتسك) المتمردتين شرق البلاد، في حادث يفسر سعي اوروبا الحثيث للدفع باتجاه وقف التصعيد على ابوابها. ولم يدع المتمردون الانفصاليون الذين سيطروا على اكثر من عشر مدن في الشرق الشهر الماضي الى هذا الحوار على الرغم من دعوات موسكو المتكررة في هذا الاتجاه. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الاوكرانية ان "القيادة الاوكرانية منفتحة على حوار شامل للوحدة الوطنية". لكن سيرغي سوبوليف المسؤول البرلماني في حزب يوليا تيموشنكو المرشحة للاقتراع الرئاسي قال "بالتأكيد اشخاص مثل غوباريف (الذي اعلن نفسه حاكما لدونيتسك) ليسوا مدعوين". واضاف "للمشاركة في طاولات مستديرة يجب اولا ان يوقفوا القتال ويخلوا المباني التي يحتلونها". من جهتها، رأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان "الطاولات المستديرة" يجب ان تكون واسعة وتمثيلية قدر الامكان لكن العنف لا مكان له عليها. واضافت "اعتقد ان امكانية عقد طاولات مستديرة تشكل مناسبة جيدة" لمحاولة التوصل الى تسوية للوضع. اما وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، فقد قال خلال زيارة الى كييف ثم الى اوديسا (جنوب) "بالتأكيد هذه ليست سوى بداية". واعترف شتاينماير الذي زار كييف ثلاث مرات حتى الآن بان الجهود الدبلوماسية "تبقى صعبة". وقال "لا احد مستعد لبدء حوار والبعض يصرون على العنف". وزار وزير الخارجية الالماني أمس باريس حيث عرض امام نظيره الفرنسي لوران فابيوس وفي مبادرة غير مسبوقة، امام مجلس الوزراء نتائج زيارته لاوكرانيا. ويسعى الاوروبيون ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا منذ ايام الى الدفع باتجاه الحوار بين الاوكرانيين. لكن بدءه يبدو اصعب مما كان متوقعا بعد مقتل العسكريين بالقرب من كراماتورسك. وقالت وزارة الدفاع الاوكرانية ان ستة جنود اوكرانيين قتلوا واصيب ثمانية اخرون في الكمين الذي نصبه متمردون موالون لروسيا في شرق البلاد. واضافت ان المتمردين اطلقوا النيران من اسلحة ثقيلة من بينها قذائف صاروخية، ما دفع الجنود الى الرد، ما ادى الى "اشتباكات طويلة" قتل خلالها ستة جنود واصيب ثمانية اخرون بجروح اصابة احدهم خطرة. من جانبها، رأت موسكو ان شروط "الحوار" لم تجتمع. وبعدما اكدت الضرورة القصوى لخارطة الطريق التي وضعتها منظمة الامن والتعاون في اوروبا، طالبت موسكو مجددا بوقف العملية العسكرية الجارية في شرق البلاد. وقالت وزارة الخارجية الاوكرانية "نطالب بان توقف كييف فورا حملتها العسكرية وتقوم بسحب قواتها". وتجري المعارك بين المتمردين الموالين لروسيا والجنود الاوكرانيين كل ليلة تقريبا في منطقة سلافيانسك معقل المتمردين.