عمَّت الأحزان البيت الاتفاقي، وعبَّر عدد كبير من الجماهير الاتفاقية العريضة عن بالغ حزنهم وألمهم لفراق فارس الدهناء دوري الكبار بعد هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى للمحترفين للمرة الأولى في تاريخه، وكانت الصدمة تفوق كل تصوراتهم فيما كانت الدموع حاضرة في «الفراق المر» ولسان حالهم يقول: «مني أنا (شرهت) عليك دمعة»، «الشرق» بدورها استطلعت آراء عدد من الجماهير الاتفاقية التي كانت على النحو التالي: يقول هشام السبيعي: سقوط الاتفاق إلى دوري الدرجة الأولى يمثل صدمة كبيرة لجماهير الاتفاق، خاصة أنه من الفرق الكبرى صاحبة التاريخ الذي لا يُنسى بسهولة، ويكفي أنه النادي الوحيد في المنطقة الشرقية الذي يتربع على رأس الهرم منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهذا معروف لدى جميع المنتمين للوسط الرياضي، وأضاف: جميع الاتفاقيين يتحملون المسؤولية من أعضاء شرف وإدارة ولاعبين، بل وحتى الجماهير الاتفاقية التي خذلت الفريق في عديد من المباريات من خلال عدم حضورها الجماهيري الذي كان مخيباً للآمال، وحقيقةً الوضع في الفريق الاتفاقي كان متذبذباً منذ بداية الموسم الرياضي والجميع شاهد ذلك، ولكن ما يهمنا الآن هو أن تتصافى القلوب ويجتمع الاتفاقيون في بيتهم ويتفقوا على شيء واحد، وهو عودة فارس الدهناء إلى مكانه الطبيعي في دوري المحترفين، كون دوري الدرجة الأولى ليس هو المكان الذي يليق باسم فارس الدهناء صاحب التاريخ الكبير. ويشير أحمد الدوسري إلى أنه يوجِّه عتابه إلى لاعبي الفريق، مؤكداً أنهم لم يقدموا ما عليهم هذا الموسم، وكان أداؤهم غير جيد بتاتاً في أغلب المباريات، فقد كانت الروح غائبة عن أغلب اللاعبين، وكذلك عن اللاعبين المحترفين الأجانب الذين جلبتهم الإدارة، حيث لم يكن لهم أي فائدة في الفريق، بل أصبحوا عالة وكانوا يشكِّلون عبئاً مالياً على الإدارة، وكان من الأفضل الاستغناء عنهم بدلاً من بقائهم في الفريق، خصوصاً أنهم لم يقدموا ما يشفع لهم بالبقاء، ولم يكونوا أكفاء لارتداء شعار الاتفاق، وربما أقول إن المحترف بابا وايغو هو من يستحق اللعب في صفوف الفريق، فقد قدم مستويات جيدة نوعاً ما وكان بارزاً في تسجيل الأهداف، أما بقية اللاعبين فلا أعرف ما هو سبب تدني مستوياتهم بهذا الشكل على الرغم من أن الإدارة الاتفاقية لم تقصر وأقامت لهم معسكراً إعدادياً قبل انطلاق الموسم الرياضي، ولكن أعتقد أن هناك خللاً في صفوف الفريق ولم يتم التعامل معه منذ البداية، ولكن ليس لنا إلا الصبر، وإن شاء الله يعود الاتفاق إلى مكانه الطبيعي. أما إبراهيم عبدالله فيؤكد أن تغيُّر المدربين هذا الموسم تسبب في هذه النكسة التي لم تكن على البال، فهبوط الفريق الاتفاقي إلى دوري المظاليم شيء مؤلم وقاسٍ بالنسبة لجميع الاتفاقيين، وكذلك حتى جماهير الأندية الآخرى، وقال: تأسفت على وضع الاتفاق وهبوطه إلى دوري الدرجة الأولى، وأعتقد أن اختيار المدرب الألماني بوكير لم يكن موفقاً منذ البداية، وجميع المباريات التي خاضها الاتفاق مع بوكير لم تكن مقنعة أبداً لا للإدارة ولا حتى للجماهير التي صبرت كثيراً على هذا المدرب حتى تمت إقالته من الجهاز الفني، وأضاف: صحيح أن بوكير اسم كبير وله تاريخه المعروف، ولكن أعتقد أن طريقة لعبه وتفكيره لا تصلح للفريق الاتفاقي، وبعد إقالته والتعاقد مع عدد من المدربين أصبح الوضع أكثر سوءاً فكل مدرب يأتي لتدريب الفريق له منهجيته الخاصة وطريقة لعب مختلفة عن الآخر، أو الذي سبقه، وهذا بكل تأكيد أدى إلى تدهور النتائج، وأصبح اللاعبون في وضع صعب للغاية، لذا يجب على الإدارة الاتفاقية برئاسة عبدالعزيز الدوسري اختيار مدرب يستطيع النهوض والعودة بالفريق إلى مكانه الطبيعي، والأفضل أن يكون المدرب مدرباً وطنياً يعرف كل صغيرة وكبيرة عن البيت الاتفاقي. فيما عرج حمد المطيري إلى غياب أعضاء الشرف وابتعادهم عن النادي وعدم الوقوف مع الإدارة الاتفاقية برئاسة عبدالعزيز الدوسري منذ بداية الموسم وكذلك في المواسم الماضية، فقد كان الرئيس هو من يسيِّر أمور النادي وحده في ظل عزوف أغلب أعضاء الشرف الذين لا يظهرون سوى في وقت تذبذب مستوى الفريق، وشاهدنا ذلك أكثر من مرة، وكان من الأولى أن يكونوا داعمين للإدارة بدلاً من الابتعاد عنها كلياً وترك الإدارة وحدها تسير في ظل المتغيرات الكثيرة التي يعيشها دوري المحترفين، وزاد المطيري: بكل تأكيد، الإدارة تتحمل جزءاً من إخفاق الفريق وهبوطه لدوري الدرجة الأولى، فربما لم تُوفَّق في عديد من الأمور أهمها استقطاب لاعبين لم يكونوا على مستوى عالٍ، وكذلك عملية اختيار المدرب التي لم تكن جيدة، وأقرب مثال على ذلك تغيير المدربين أكثر من أربع مرات، وهذا دليل على سوء الاختيارات. ووحقيقة أستغرب: أين اللجنة الفنية المكونة من اللاعبين القدامى التي تم الإعلان عنها في وقت سابق. وأشار محمد التركي إلى أن ما حدث لفارس الدهناء هو أمر محزن للغاية، فمسألة هبوط الاتفاق ليست بالسهلة على جميع جماهير المملكة، فالاتفاق اسم كبير ونادٍ صاحب بطولات وخرَّج عديداً من الأسماء التي لن ينساها التاريخ كعبدالله الدبل -يرحمه الله- والمدرب الوطني القدير خليل الزياني، وعديد من الأسماء التي مازالت تخدم الرياضة السعودية حتى الآن، ودون شك هذا الهبوط كان مريراً على جماهير الاتفاق التي لم تُفِق من هذا الكابوس المرعب الذي مازالت أصداؤه موجودة حتى الآن، وأضاف التركي: هذا الهبوط يجب أن يكون درساً قاسياً للجميع وأولهم اللاعبون، فهم الذين سوف يخسرون كل شيء من المميزات وغيرها من الأمور الأخرى التي لا توجد في دوري الدرجة الأولى، ولكن كل ما أتمناه أن يبدأ الاتفاق الموسم المقبل وهو بشكل مختلف، خصوصاً أن دوري ركاء أصبح صعباً للغاية، وهناك عديد من الفرق التي تبحث عن الصعود وبقوة مثل القادسية والوحدة والرياض والطائي، إضافة إلى فريق النهضة الهابط مع الاتفاق إلى دوري الأولى، وهذا يؤكد أن دوري الأولى سيصبح صعباً للغاية في الموسم المقبل، خصوصاً مع وجود تلك الأندية التي تبحث عن الصعود لدوري المحترفين بأي شكل من الأشكال. وأخيراً ناشد خالد محمد الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلاً في رئيسه أحمد عيد بزيادة عدد أندية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين إلى 16 فريقاً، وكل ذلك من أجل الاتفاق الذي لا أحد يصدق وجوده في دوري الدرجة الأولى، فالاتفاق مكانه الطبيعي هو الدوري الممتاز. وأضاف: حقيقةً، جميع جماهير الاتفاق لم تنم ذلك اليوم الحزين، بل إن بعضهم لم يصدق حتى يومنا هذا هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ويجب علينا بوصفنا اتفاقيين الالتفاف حول النادي في هذا الوقت الحرج الذي تظهر فيه معادن الرجال، وعدم الدخول في مهاترات لا تغني ولا تسمن من جوع.