توالت الصدمات على جماهير الكرة في المنطقة الشرقية بعد هبوط الفريق الأول لكرة القدم في نادي الاتفاق إلى دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى للمحترفين في ليلة حزينة على الكرة السعودية عامة والدمام خاصة بعد سقوط أحد اركانها, وذلك إثر خسارته أمام مضيفه الأهلي (1-2) في المنعطف الأخير لدوري جميل للمحترفين. وكانت الجماهير الشرقاوية عموماً والاتفاقية على وجه الخصوص تمني النفس بأن يتفادى فارس الدهناء خطر الهبوط، لكن رياح الجولة الأخيرة من الدوري جاءت عكس ما يشتهي «النواخذة» الذين عاشوا لحظات عصيبة قبل أن يسجل الفريق الأهلاوي هدفاً قاتلاً في الدقائق الأخيرة، ليرافق الفريق ممثل الدمام الآخر النهضة إلى دوري الدرجة الأولى للمحترفين. وتعد هذه المرة الأولى التي يهبط فيها الفريق الاتفاقي إلى دوري الدرجة الأولى بعد مواسم حافلة حقق فيها عديداً من الإنجازات أبرزها الفوز بلقب الدوري مرتين عامي 1983 و1987 الأولى بخسارة وحيدة والثانية دون خسارة، كما حقق كأس ولي العهد مرة واحدة وكأس الاتحاد السعودي ثلاث مرات، كما فاز بكأس الأندية الخليجية أربع مرات وبطولة الأندية العربية ثلاث مرات. وقدم الاتفاق على مدار تاريخه عديداً من النجوم للمنتخب السعودي أبرزهم على الإطلاق خليل الزياني الذي حقق الفريق تحت قيادته بطولتي الدوري مرتين، وكذلك زكي الصالح وعمر باخشوين وحمد الدبيخي وسمير هلال، وصالح خليفة. لكن التأريخ الحافل للفريق لم يشفع له بالاستمرار مع الكبار، ليفاجئ جماهيره بمستويات متواضعة للغاية هبطت به إلى دوري ركاء لأندية الأولى للمحترفين. وأتى هبوط الفريق الاتفاقي إلى دوري ركاء لأندية الدرجة كواقع طبيعي لفريق فشل في تقديم مستويات ونتائج مأمولة منذ انطلاقة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين الذي استهله بالخسارة من الرائد (1-2)، وفي الجولة الثانية خسر أيضاً من الهلال (1-3)، غير أنه سرعان ما استعاد توازنه في الجولة الثالثة بالفوز على الشعلة بهدف نظيف، قبل أن تتراجع نتائجه مجدداً في الجولات الرابعة والخامسة والسادسة بسقوطه في فخ التعادل الإيجابي أمام التعاون (2-2)، ويخسر من نجران (0-1)، ومن الشباب بنفس النتيجة. وظهر الاتفاق بمستوى أفضل في الجولة السابعة التي نجح في تذوق فوزه الثاني، وكان على حساب النهضة (2-1)، وفي الجولة الثامنة تعادل مع الاتحاد (1-1)، كما تعادل أيضاً مع النصر (2-2) في الجولة التاسعة، ومع العروبة دون أهداف في الجولة العاشرة، وفاز على الفتح (2-0) في الجولة الحادية عشرة، وعلى الفيصلي (3-0) في الجولة الثانية عشرة، وخسر من الأهلي (0-2) في الجولة الأخيرة من الدور الأول. وبدأ الفريق الاتفاقي الدور الثاني بخسارته للمرة الثانية من الرائد (0-1)، وفي الجولة 15 تجرع مرارة الهزيمة الثقيلة من الشعلة (0-4)، قبل أن يعود مجدداً إلى دوامة التعادلات في الجولات ال 16 و17 و18 بتعادله مع التعاون (3-3)، ونجران (0- 0)، والشباب في الجولة 19 بنفس النتيجة، وفي الجولة العشرين خسر من النهضة (0-2)، وتلقى في الجولة 21 هزيمة هي الأكبر له في الدوري بخسارته من الاتحاد (2-5)، وخسر أيضاً من النصر (1-2) في الجولة 22، وكذلك من العروبة (1-4) في الجولة 23، والفتح (0-2) في الجولة 24، وتعادل مع الفيصلي (1-1) في الجولة 25، وأخيراً خسر من الأهلي (1-2). ويرى عديد من المراقبين أن مشكلة الفريق الاتفاقي الرئيسة كانت في سياسة تغيير المدربين خصوصاً في الموسم الرياضي الحالي الذي تعاقب على تدريب الفريق ثلاث مدارس تدريبية مختلفة، حيث كانت البداية مع الألماني ثيو بوكير، ومن ثم تولى المهمة المدرب الصربي غوران الذي فشل في قيادة الفريق إلى بر الأمان قبل أن تسند المهمة إلى المدرب الروماني إيوان أندوني، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها هذا المدرب في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، إلا أن النتائج خذلته في نهاية المطاف. كما يرى عدد من قدامى الاتفاق ومنهم حمد الدبيخي وسعدون حمود أن العلة لم تكن في المدربين فقط، بل حملوا اللاعبين جزءاً كبيراً من المسؤولية، مؤكدين أن اللاعبين افتقدوا للروح في معظم المباريات، ولم يتعاملوا مع وضع الفريق بالشكل المطلوب، مشددين على ضرورة الوقفة الحازمة من إدارة النادي، ومحاسبة اللاعبين على تقصيرهم، واصفين الهبوط بالدرس الذي ينبغي أن تستفيد منه الإدارة في الموسم المقبل، حتى يعود الفريق سريعاً إلى وضعه الطبيعي في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين.