تجتمع الأماكن السياحية في الأحساء شرق متنزه الملك عبدالله البيئي؛ حيث تشهد إقبالا لافتاً في برنامج أرامكو الثقافي 2014 «إثراء المعرفة» بالأحساء. ويتعرف الزائر للمزرعة الأحسائية على بحيرة الأصفر التي تبلغ مساحتها الأساسية 30 ألف هكتار فتحط فيه الطيور وقت الهجرة، وقد انتقلت هذه البحيرة بصورة مصغرة وحولها يجتمع الزوار لالتقاط الصور ورؤية أكبر جرة في العالم، فالأحساء معروفة بأكبر واحة طبيعية في العالم ورُشحت لتكون عجيبة من عجائب الدنيا الطبيعية السبع لوجود هذه البحيرة بها، وتحتوي على ينابيع ومياه جوفية، وتوفر مياه الري لأكثر من 3 ملايين نخلة، بالإضافة إلى كونها متنزهاً ومكاناً ترفيهياً لأهل الأحساء. وتقوم أمانة الأحساء بالإشراف على هذه المزرعة. وأكد أحمد القميش أن المزرعة الأحسائية واحدة من صور إحياء التراث الأحسائي التي تبنتها الأمانة وتشمل المتحف التراثي، والديوانية التراثية، وبحيرة الأصفر، وبحيرة المانجروف، وعين الجوهرية، وضيافة شعبية من خلال مقهى السيد الشعبي. وشاهدنا أثناء جولتنا بالبرنامج نموذجاً لسوق القيصرية التراثي في الأحساء، ونموذجاً مصغراً للمدرسة الأميرية الأولى في الهفوف، كل هذا العبق التاريخي تضمه القرية التراثية في المتنزه. ومن فوق سطح القرية يمكن للزائر أن يرى النافورة التفاعلية بألوانها المتداخلة، وينتقل الزائر متجولاً بين الساحات الأحسائية القديمة و(الدهاليز) ليصل إلى مسجد القرية، وهو مسجد يتحدث عن المساجد القديمة في الأحساء، فإذا انتقل زائر البرنامج إلى الخيام التي جهزتها أرامكو السعودية من خلال برنامج «إثراء المعرفة» وتشبع بالمعرفة والترفيه؛ عاد إلى المزرعة مع عائلته، وبجلسة على بحيرة الأصفر المصغرة يطالع على الجانب الآخر منها أكبر جرة في العالم حسب تقرير موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية التي ترتفع عن الأرض بسبعة أمتار، وتلوح ظلالها على مياه البحيرة، فينعكس التراث الأحسائي مع عزيمة صانعها في صورة تكسوها الألوان جمالاً وروعة. ثم تكتمل الزيارة بالتسوق عبر المهن القديمة التي مازالت تصارع لتبقى مع وجود محبيها، وتبدأ بالنجار التراثي، ثم صانع الملاييف والصفار، وتجليد الكتب، والمطعم الشعبي، وركن الألعاب الشعبية المصنوعة من خامات البيئة الأحسائية، ثم دكان نجار الأبواب التراثية، وبجانبه صانع المداد والخراز والقياطين، ثم المشغولات اليدوية، والخواصات والمستلزمات النسائية، والمقهى الشعبي ونقش الحناء. وصولا إلى خباز الخبز الأحمر الذي تتميز به الأحساء. وسيكتشف الزائر أن وراء هذه المهن وجوهاً تنطق بالماضي وتتمسك بالبقاء؛ لأنهم يحبون مهنتهم ويبدعون فيها، وتكتمل بهم صورة التراث في القرية الشعبية. وقال رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية بالأحساء عبداللطيف العفالق «إن برنامج إثراء المعرفة أوجد معياراً للتنافس ورفع مستوى البرامج السياحية. وتعد الثقافة من النمط السياحي المهمل والقادم بقوة، فقد لاحظت مزج الثقافة بالترفيه بطريقة متطورة تجذب الزائر؛ فوجود التكنولوجيا والشاشات التفاعلية والألعاب التي تصب في هدف معين لتثقيف الزائر، وكذلك المتطوعين فقد اكتشفت طاقات مكبوتة اكتشفتها أرامكو السعودية لنا، وأخرجت عديداً من المواهب التي يجب الاهتمام بها وتطويرها والاعتماد عليها؛ لأنها الجيل القادم الذي سيقودنا». وعلى صعيد متصل قدم المدير التنفيذي لشؤون أرامكو السعودية ناصر النفيسي في زيارته التفقدية لبرنامج إثراء المعرفة في الأحساء شكره لجميع مسؤولي الجهات الحكومية في محافظة الاحساء بعد الدعم الذي قدمته في سبيل إنجاح هذا البرنامج، وحث جميع القائمين على البرنامج على مضاعفة الجهود لضمان استمرارية هذا النجاح؛ حيث سيكون لمثل هذه البرامج أثر إيجابي على مجتمعنا خلال السنوات المقبلة.