قالت مصادر أمنية وقبلية إن جنديين وستة من المتمردين الحوثيين لقوا مصرعهم في اشتباكات أمس في منطقة همدان قرب العاصمة اليمنية. وأضافت أن ثمانية من الحوثيين أصيبوا في المواجهات التي اندلعت في جبل قراتل التابع لمديرية همدان الواقعة على مسافة عشرين كلم شمال غرب صنعاء. وأوضحت مصادر قبلية أن الاشتباكات التي تلت كميناً استهدف الجيش تأتي إثر مواجهات بين المتمردين وعناصر من القبائل المؤيدة لحركة الإصلاح الإسلامية وأوقعت 22 قتيلاً خلال ثلاثة أيام. وتدخل الجيش لوضع حد للمواجهات التي استمرت متقطعة في ظل معلومات متناقضة حول انسحاب المتمردين من سبع قرى في همدان، حيث تمركزوا في تقدمهم باتجاه العاصمة. وقال مصدر عسكري إن «انتشار الحوثيين بأسلحتهم الثقيلة في همدان يندرح ضمن إطار التنسيق مع حلفائهم في صنعاء من أجل السيطرة على مدينة عمران ومحاصرة العاصمة». وفي حديثه عن حلفاء الحوثيين، كان المصدر الذي يرفض ذكر اسمه يشير إلى أوساط الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يشتبه في إقامته تحالفات مع أعداء السلطات الانتقالية في اليمن. وأوضحت مصادر قبلية أن المتمردين انسحبوا من طريق يربط صنعاء بمحافظتي المحويط وعمران عبر همدان، لكنهم أقاموا حواجز في بعض بلدات المنطقة. وأفاد سكان أن الحوثيين كانوا لا يزالون يقيمون ثلاثة حواجز صباح أمس قرب شبام وثلا الواقعتين في همدان. وكان الحوثيون في مطلع فبراير الماضي سيطروا إثر مواجهات أودت بما لا يقل عن 150 قتيلاً على بلدات في محافظة عمران، معقل آل الأحمر زعماء تكتل حاشد للقبائل. ويقول عديد من السياسيين إن الحوثيين الموجودين بقوة في محافظة صعدة الشمالية يحاولون بسط سيطرتهم على مزيد من الأراضي بهدف توسيع مناطق نفوذهم في الدولة الاتحادية مستقبلاً في اليمن. ويرفض الحوثيون والانفصاليون الجنوبيون تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وتشكيل كيانين من أربع محافظات في الشمال واثنين في الجنوب. ويقول الحوثيون إن التقسيم الملحوظ يقسم اليمن إلى «مناطق غنية وأخرى فقيرة»، في حين يؤكد الانفصاليون أن التقسيم لا يلبي تطلعاتهم. وطالب ممثلو الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني بدولة اتحادية من كيانين، شمال وجنوب، كالتقسيم القديم للبلاد عندما كان الجنوب دولة مستقلة قبل عام 1990.