قالت مصادر قبلية في اليمن ل»الشرق» إن الحوثيين سيطروا على مقار السلطة المحلية في مديرية ريدة التابعة لمحافظة عمران بعد اشتباكات ضارية مع مسلحي حزب الإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في البلاد. وأوضحت المصادر أن الحوثيين يتمترسون داخل مستشفى المديرية ومركز الأمن ومقر الإدارة المحلية في مدينة ريدة التي تعد معقل شيخ شيوخ قبيلة حاشد صادق عبدالله الأحمر وإخوانه. وأكد مصدر في لجنة الوساطة، التي كانت توصلت إلى هدنة بين الطرفين قبل أن تعود الحرب إلى الاشتعال مجدداً منذ ليل الجمعة، أن نحو 15 قتيلاً سقطوا في مواجهات الحوثيين والإصلاح بالمحافظة بينهم تسعة من الحوثيين. وأضاف المصدر ل»الشرق» أن رقعة المواجهات مرشحة للتمدد إلى كل مديريات المحافظة التي مازالت خارج سيطرة الحوثيين، نظراً لسعيهم إلى إكمال سيطرتهم على محافظة عمران. وكان الحوثيون أسقطوا الأسبوع الماضي مديرية قفلة عذر بالكامل في أيديهم بعد مواجهات مع مسلحي حزب الإصلاح الذين يتبعون شيوخ قبيلة حاشد أولاد الشيخ عبدالله الأحمر. بدورهم، اتهم الحوثيون حزب الإصلاح وقوات اللواء علي محسن الأحمر بالبدء بمحاصرتهم، وقالوا، في بيانٍ لهم صدر أمس، إن ميليشيات الإصلاح وحليفهم علي محسن هم من بدأوا الحصار على أبناء مديرية ريدة بمحافظة عمران. وذكر الحوثيون أن مسلحي الإصلاح وجنود علي محسن اعتدوا على متظاهرين حوثيين في عمران «تنفيذاً لأجندات وأهداف مذهبية مقيتة». وأضاف البيان أن مخطط هذه الميليشيات الحزبية بدأت بوادره تظهر في صنعاء وامتدت آثاره إلى الشاهل في محافظة حجة ولم ينتهِ عند أحداث ريده التابعة لمحافظة عمران. في السياق ذاته، كشفت مصادر أمنية في محافظة عمران ل»الشرق» عن تجمع مئات المسلحين الحوثيين من مختلف مديريات المحافظة استعداداً للقتال، في حين يحشد شيوخ قبيلة حاشد مسلحيهم وعدداً من الجنود الذين يوجدون في معسكرات المنطقة الشمالية الغربية التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر لدحر الحوثيين عن معاقلهم في ريدة. وكان رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في المدينة توسط لإيقاف الحرب بين الطرفين ونجحت الوساطة، غير أن مقتل شخصٍ من الحوثيين نسف الهدنة وأعاد الحرب إلى الاشتعال. وكان زعيم الحوثيين، عبد الملك بدر الدين الحوثي، التقى الأسبوع الماضي شيوخ قبيلة همدان كبرى قبائل محافظة صنعاء، وذلك في إطار مساعي التمدد الحوثي في مناطق الشمال القبلي. وخلال اللقاء، شن زعيم الحوثيين هجوماً شرساً على مواقف الإخوان المسلمين في الوطن العربي وقادة حزب الإصلاح في اليمن تجاه أزمة الفيلم المسيء للرسول الكريم، متهماً الإخوان بالمساواة بين الأمريكيين والرسول لإدانتهم الفيلم والتظاهرات التي استهدفت السفارات الأمريكية في الوطن العربي في آنٍ واحد.