يحتوي الكتاب على مسرحيتين كبيرتين بأسلوب شعري كثيف، تتحدثان بشكل عام عن واقع الوطن العربي. وجاء الغلاف ليحمل عنواناً صغيراً آخر لافتاً (محاولة لطمس ما حدث)، وبدأ الكتاب بعده بمقدمة غريبة رواها الكاتب عن تسمية الكتاب ب(الحارس في الثقب)، قائلاً: «هذه ليستْ مقدمة أو طريقة حادة لتبرئة الجناة، أو مطاردة اللصوص الميسورين، كما أنها ليست ثرثرة أقام الضروري عليها حد النطق.. إنها ملل فتي، ومحاولة حقيقة لطمس ما حدث، وهي بالأحرى وسيلتي لأخبركم بأن عنوان هذا الكتاب الحزين المعبأ بالأرواح الطائشة جاء كنتف وأشلاء لمجهولين في الداخل، عرفتهم مصادفة ولمرة واحدة في الدور الثالث من صدغي؛ ففضلاً وليس أمراً، على من وجد العنوان في زقاق القراءة أن يبلغ الكاتب مشكوراً للأهمية». مسترسلاً بعدها بأسلوب شعري بالاستشهاد بالكاتب محمد الماغوط وكتابته النص المسرحي الشهير «العصفور الأحدب»، معتبراً أن النص المسرحي حالة خاصة في صنوف الكتابة، حيث يقول «بالمناسبة، أتعلمون لماذا قال مدفع الأحزان وبندقية الورد.. محمد الماغوط هذا الكلام: «حين كتبت مسرحية (العصفور الأحدب) كانت على أساس أنها قصيدة طويلة، لكن حين قرأتها سنية صالح، قالت: هذه مسرحية. فسألتها ما هي شروط المسرحية؟ قالت أن تكون على فصول، قلت: كم فصلاً أحتاج لتكتمل، أجابت: أربعة، فجلست وكتبت الفصل الرابع، وأنهيتها»؟ سأخبركم.. لأنه النابه، حطاب الضجر، رمم حواسه بفأس الفجيعة، واستقال من مهنة الفرح في البدء، ولم تؤثر حرارة السجائر في بصيرة أصابعه، لقد عرف مبكراً أن المسرح خُلق ليعبث، لا يرضى بقسمة النقاد ولا يلعب النرد. لقد كان القصيدة التي عاندت أخواتها في أن تنضم لديوان، وفرت غاضبة ماجنة تستحم بالموسيقى وتتعرى تحت الإضاءة تاركة أحداق المارة في الظلام». وجاءت المسرحية الأولى بعنوان (الحفلة الأخيرة)، والمسرحية الثانية بعنوان (في الثقب)، مستخدماً الكاتب أسلوباً شعرياً في حواراته، وابتكاراً لبعض شخصيات المسرحيات، ونهايات حزينة لكلتا المسرحيتين بوصفها الاحتمالات الوحيدة لوقائع هذه الشخصيات العربية.