دعا أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف المؤسسات والشركات إلى وضع استراتيجيات داعمة ومؤثرة في تطوير الأبحاث والاستشارات البيئية، وتحويل التنمية المستدامة إلى نوع من السلوك الإنساني والحضاري اليومي. ففي الوقت الذي تخلى فيه منظمو اللقاء ال 29 للجمعية السعودية لعلوم الحياة تحت عنوان «البيئة والتنمية في منطقة الخليج العربي»، الذي انطلق أمس، تحت رعاية أمير الشرقية، وتنظيم جامعة الدمام بالتعاون مع الجمعية، عن الورق واستبداله بملصقات إلكترونية وتوزيع «ميني باد» على المشاركين، دشَّن الأمير سعود بن نايف حملة الجامعة «تروية»، الهادفة إلى استبدال عبوات المياه ذات الاستخدام الواحد بعبوات متعددة الاستخدام، بهدف الحفاظ على البيئة. ويستمر اللقاء إلى 27 من فبراير الجاري، في فندق شيراتون الدمام، وسط مشاركة باحثين ومتخصصين من المملكة والبحرين والإمارات وسلطنة عمان والمملكة المتحدة، فيما قدم المشاركون 450 بحثاً، وستعقد جلسة رئيسة يشارك فيها خمسة باحثين، و35 ندوة علمية يُطرح فيها 250 بحثاً خلال أيام المؤتمر الثلاثة. وقال أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، إن للمؤسسات والشركات في المنطقة دوراً مهماً في وضع استراتيجيات داعمة ومؤثرة لتطوير الأبحاث والاستشارات البيئية، ورصد الفرص الاستثمارية وتحويل ممارسات التنمية المستدامة لنوع من السلوك الإنساني الحضاري اليومي، مؤملاً أن يسهم في تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم التحول لمجتمعات بيئية مستديمة تعزز المسؤولية الاجتماعية والصحية والبيئية وتدعم مشاريع الاستثمار البيئي، لاسيما فيما يتعلق بحماية البيئة وتعزيز أنماط الإنتاج والاستهلاك، ومعالجة وإعادة استخدام وتدوير المنتجات، والتحكم في مخاطر الكيماويات والمواد المعدلة وراثياً والحد من التلوث بأشكاله كافة، وحماية التنوع الحيوي في منطقة الخليج العربي بما يلبي حاجات الحاضر واحتياجات المستقبل، متمنياً أن يحقق المؤتمر أهدافه والتقدم بتوصيات من شأنها صياغة أولويات العمل الجماعي المشترك، وتفعيل دور المواطن والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني على نحو يحقق التكامل بين الاستراتيجيات الاقتصادية، ويلتزم بحماية الإنسان والحفاظ على البيئة وحفظ مقدراتنا من الهدر. من جهة أخرى، أوضح مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش أن الجامعة منذ انطلاقتها أسست برنامجين أكاديميين يمنحان درجة البكالوريوس في تخصص البيئة، مشيراً إلى استحداث عمادة مساندة بمسمى عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة، الذراع المنفذ لبرامج ومبادرات الجامعة في هذا المجال، مبيناً أنهم بصدد دراسة إدراج الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها ضمن مناهجها. وذكرت رئيسة اللجنة المنظمة عميدة كلية العلوم الدكتورة نهاد العمير أن اللقاء يؤكد أربعة محاور، يتمثل الأول في استخدام الملصقات الإلكترونية بدلاً من الورقية، ويبلغ عددها 67 ملصقاً من خارج المملكة و140 من داخلها، فيما يتمثل المحور الثاني في اعتماد توزيع أجهزة لوحية «ميني آيباد» بدلاً من الطباعة الورقية لجميع مطبوعات اللقاء، بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الحياة، والثالث تنظيم معرض مصاحب للمؤتمر، بالتعاون مع عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة في الجامعة، لاستعراض برامج وتجارب بعض الجامعات مثل جامعة الدمام، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وشركة أرامكو السعودية. وقالت إن المحور الرابع يتمثل في تدشين حملة «تروية» تحت شعار: تروية سليمة لبيئة مستديمة، من تنظيم عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية وأمانة المنطقة الشرقية، ويهدف إلى ترشيد استهلاك عبوات المياه البلاستيكية غير الصديقة للبيئة، واستبدالها بعبوات مياه صديقة للبيئة، وزعت على ضيوف الملتقى من خلال نقطتي توزيع. طالب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الحياة الدكتور إبراهيم عارف بإخضاع المشاريع التنموية قبل تدشينها لدراسة بيئية متكاملة، بما يعرف ب «التقييم البيئي»، مبيناً أن عدداً من المشاريع التنموية دشنت دون دراسة الجوانب البيئية، موضحاً أن الواجب يحتم علينا إلقاء الضوء على مثل هذه المشاريع. وذكر عارف، ل «الشرق» على هامش افتتاح اللقاء ال 29 للجمعية السعودية لعلوم الحياة، أمس، أنه لا بلد يخلو من وجود إشكالات بيئية، مضيفاً إن المفروض عدم إقامة أي مشروع تنموي دون خضوعه ل «دراسة التقويم البيئي». وقال إن أي جهة مسؤولة عن البيئة تمتلك قوانين وطرقاً لحمايتها، إضافة إلى تحقيقات ودراسات تثبت وجود مخالفة من عدمها، رافضاً الانصياع وراء ما يشيعه الناس حول التهجُّم حول البيئة، وبخاصة أنها ربما تكون غير علمية «في إشارة إلى ردم البحر والتعدي على الطبيعة»، وقال إن هدف اللقاء الخروج بتوصيات تمس التعدي على الحياة الفطرية والبحار، إضافة إلى التلوث البيئي وتلوث البحر بالنفط أو النفايات الإشعاعية في حال وجودها، مبيناً أنه في حال ثبوت ذلك من خلال الدراسات وأوراق البحث المقدمة في اللقاء، سيتم الرفع بها إلى الجهات المختصة كتوصيات. وأشار عارف إلى أن الجمعية السعودية لعلوم الحياة أنشئت عام 1395ه، ومقرها جامعة الملك سعود في الرياض، ويضم مجلس إدارتها تسعة أشخاص من جامعات مختلفة، وحققت الجمعية إنجازات، من أهمها وضعها ضمن الفئة (أ) في قائمة جامعة الملك سعود الشرفية، وتحقيقها 3 سنوات على التوالي جائزة أفضل جمعية علمية في الجامعة. وذكر أن الجمعية تُصدر مجلة علمية محكمة مصنفة دولياً، إضافة إلى كتب متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية، ومجلة إعلامية. كما تقدم الجمعية استشارات علمية لعدد من الجهات الحكومية والخاصة تسهم في إيجاد حلول واقعية لما قد تواجهه هذه القطاعات من تحديات.