افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم فعاليات اللقاء العلمي التاسع والعشرين , الذي تنظمه جامعة الدمام ممثلة بكلية العلوم بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الحياة تحت عنوان " البيئة والتنمية في منطقة الخليج العربي "، ويستمر لمدة ثلاثة أيام ، وذلك في فندق شيراتون الدمام. وفور وصول سموه لمكان الحفل افتتح المعرض المصاحب الذي نظمته الجامعة بمشاركة عدد من الجهات ، ثم دشن سموه حملة تروية تحت عنوان " تروية سليمة لبيئة مستديمة " , بعد ذلك توجه سموه إلى القاعة الرئيسية المعدة لحفل افتتاح الفعاليات. وبدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم ، ثم ألقت عميدة كلية العلوم رئيسة اللجنة المنظمة الدكتورة نهاد عبدالله العمير قالت فيها " إن تفضل سموكم بافتتاح اللقاء يحمل رسالة واضحة تعبر عن قرب سموكم من الجامعة ، وحرصكم الكريم على دعمها في مناسباتها المختلفة ، وهذا لإيمانكم بأن المعرفة هي الشرط الأول لبناء صروح النهضة والحضارة ، مشيرة إلى أن هذا اللقاء العلمي المهم يكتسي أهمية خاصة ، ليس بالنظر للعدد الكبير من الدول والخبراء المتخصصين المشاركين فيه فحسب ، وإنما لكونه يشكل مناسبة سانحة إلى تنسيق جهود التنمية والتركيز على البحث العلمي في مجال البيئة ودور الأبحاث في تحقيق التنمية المستدامة ، وتعميق هذا النوع من البحث وخلق فرص اللقاء والتعاون بين مختلف الأقطاب الصناعية والجامعية ، حيث سيتناول اللقاء العديد من أوراق العمل والمحاضرات لنخبة من الخبراء والاختصاصين بشؤون البيئة من خلال ندوة رئيسة يشارك فيها خمسة متحدثين من الخليج والمملكة المتحدة ، وخمسة وثلاثون جلسة علمية ستطرح فيها أكثر من مائتين وخمسين بحثا ، وكذلك أكثر من مائتي ملصق إلكتروني. وأضافت أن جامعة الدمام إذ تحتضن هذا اللقاء في دورته الحالية لتسعد بذلك أيما سعادة ، منطلقة من إيمانها بدورها في خدمة البحث العلمي من جهة ، وفي خدمة المجتمع من جهة أخرى ، وبإسهاماتها في مجال حماية البيئة ، ولقد حظيت كلية العلوم بشرف تنظيم هذا اللقاء الذي يعد إضافة نوعية وفخرية للكلية وجميع منسوبيها ، وتعزيزاً لمفاهيم اللقاء في الحفاظ على البيئة عملت اللجنة المنظمة على تأكيد ذلك من خلال أربعة محاور المحور الأول حول استخدام الملصقات الإلكترونية ( البوسترات ) بدلا من الورقية والبالغ عددها 67 ملصقاً من خارج المملكة 144من داخل المملكة. وأبانت أن المحور الثاني حول اعتماد توزيع أجهزة لوحية ( ميني آيباد ) بدلا من الطباعة الورقية لجميع مطبوعات اللقاء بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الحياة مشكورةً ، والمحور الثالث تنظيم معرض مصاحب للمؤتمر بالتعاون مع عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة بالجامعة ، لاستعرض برامج وتجارب بعض الجامعات مثل جامعة الدمام ممثلةً في كلية التصاميم وكلية علوم الحاسب وتقنية المعلومات ، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ( كاوست ) ، فضلاً عن إبراز دور شركة أرامكو الريادي في مجال حماية البيئة , والمحور الرابع تدشين حملة تروية تحت شعار " تروية سليمة لبيئة مستديمة "، نظمتها عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية وأمانة المنطقة الشرقية ، حيث تسعى هذه الحملة إلى ترشيد استهلاك عبوات المياه البلاستيكية غير الصديقة للبيئة ، واستبدالها بعبوات مياه صديقة للبيئة سيتم توزيعها على جميع ضيوف الملتقى. وأشارت إلى أن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات أو ما يعرف بمواطنة الشركات هي من أحد أهم أولويات الثقافة المؤسساتية في وقتنا الحاضر ، وهي أولوية ينبغي العمل على إنجاحها بالتوازي تماما مع جهود الشركات لتنمية استثماراتها وعوائدها المالية بحيث تتحول المسؤولية الاجتماعية إلى جزء أصيل من الاستراتيجيات والخطط السنوية لهذه الشركات انطلاقاً من مفهومها للمسؤولية الاجتماعية. بعد ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الحياة الدكتور إبراهيم بن عبدالواحد عارف كلمة أوضح فيها أن الجمعية السعودية لعلوم الحياة سعيدة بأن يتم اللقاء في مدينة الدمام لؤلؤة الخليج ، وتنظمه جامعة الدمام ، التي لها مكانة مرموقة بين جامعات بلادنا ، وبتعاون مع كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبيئة والحياة الفطرية بجامعة الملك سعود ، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ، وشركة أرامكو السعودية. وبين أن سبب اختيار موضوع " البيئة والتنمية في الخليج العربي " عنواناً لهذا اللقاء هو مواكبة للاهتمام من ولاة الأمر - حفظهم الله - بهاذين الموضوعين ، ولأن البيئة والتنمية ينبغي أن يكونا وجهان لعملة واحدة ، فلابد من المحافظة على البيئة في كل مشروع تنموي ، مفيداً أن اللقاء يتضمن عدداً من المحاور العلمية في مجالات البيئة ، والتنمية ، وعلوم الحياة الأخرى ، ويشارك فيها باحثون متميزون من مختلف مناطق المملكة ، ومن دول الخليج العربي ، ومن خارجها بأبحاث علمية تجاوز عددها ( 700 ) بحث ، قامت اللجنة العلمية للقاء باختيار (454) بحثاً ، منها (253) إلقاء و (201) ملصق ، لافتاً النظر إلى أن هذا اللقاء يتميز بأنه مؤتمر بلا ورق حيث تم تحميل جميع مطبوعات اللقاء على أجهزة لوحيه (mini I pad) بدلاً من النسخ الورقية حماية للبيئة ، كما تم اعتماد الملصقات الالكترونية بدلا ً من الورقية. وأضاف قائلا : إنني على يقين وأنا أشهد هذا الحشد العلمي المتميز ، من أن اللقاء سيكون ميداناً خصباً للحوار والمناقشة العلمية الهادفة ، ليخرج المشاركون فيه بعد انتهائه بعدد من التوصيات المفيدة. عقب ذلك ألقى مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش كلمة رحب فيها بسمو أمير المنطقة الشرقية وافتتاحه اللقاء ، كما رحب بالمشاركين والمتحدثين من جامعات دول مجلس التعاون والزملاء في فعاليات اللقاء التاسع والعشرين للجمعية السعودية لعلوم الحياة الذي تنظمه الجامعة تحت عنوان " البيئة والتنمية في منطقة الخليج العربي " ، متميزاً في توقيته ومتوافقاً في محتواه وأهدافه ، لاستقراء التحديات البيئية واستشراق الحلول لها وأردف للتنمية المستدامة في المنظور الإسلامي لا تجعل الإنسان نداً للطبيعة ولا متسلطاً ، بل تجعله أميناً عليها ، محسّناً لها ، رفيقاً بعناصرها ، يأخذ منها بقدر حاجته ، دون إفراط أو تفريط وفي عصرنا هذا أصبحت البيئة وقضاياها وإدارتها وحمايتها تستقطب اهتمام العلماء والباحثين والأساس الفلسفي لتوصيات مؤتمرات الأممالمتحدة والبنك الدولي . وقال : إننا لسنا بمعزل عن العالم نؤثر فيه ونتأثر به فقد أولت الدولة أعزها الله اهتماماً كبيراً بحماية البيئة والمحافظة على مواردها وعملت على إيجاد وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية ومقتضيات حماية البيئة بشكل يسمح بتحقيق النمو والمحافظة على البيئة دون أن ينطوي أي منهما على نوع من المفاضلة , فحرصت الدولة في سياستها البيئية على الأخذ بمفهوم التنمية المستدامة كركيزة أساسية في جميع الأنشطة التنموية , وسعت في إطار التكامل مع المجتمع الدولي ببذل الجهود من أجل الحفاظ على البيئة بجميع الأصعدة ، حيث صادقت على معظم الاتفاقيات الدولية والإقليمية المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة وكانت من أوائل الدول التي عملت بموجبها وبالرغم من كل الجهود تظل تجربة المحافظة على البيئة وخلق التوازن المطلوب بين البيئة والتنمية تجربة فتية في بلادنا تحتاج إلى مجهوداً وطنياً متناغماً بين الجهات الفاعلة. وأضاف الدكتور الربيش " لم تعد مؤسسات التعليم العالي في هذا العصر قاصرة على توليد المخزون الثقافي والمحافظة عليه ونقله ولا على إمداد سوق العمل الحكومي والأهلي بالكوادر البشرية التي تلبي احتياجاته فحسب ، بل أصبحت في خدمة مجتمعاتها تبحث عن الحقائق وتواجه المتغيرات المستمرة وتسهم في إيجاد حلول لمشكلات المجتمع ، وفي هذا الإطار سعت الجامعة منذ انطلاقتها لتأسيس برنامجين أكاديميين يمنحان درجة البكالوريوس في تخصص البيئة هما برنامج صحة البيئة بكلية العلوم الطبية التطبيقية ، وبرنامج الهندسة البيئية بكلية الهندسة لتوفير كوادر فنية على درجة كبيرة من الوعي بأهمية التقييم البيئي وتمتلك الإمكانات العلمية والفنية التي تسمح بتطبيق التقييم بشكل سليم وشامل وتحليل المعلومات وتقديم الاستشارات ، كما عملت الجامعة على استحداث عمادة مساندة بمسمى عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة تكون الذراع المنفذ لبرامج ومبادرات الجامعة في هذا المجال ، وامتد الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها واعتباراها أحد القيم الأساسية التي سيتم إدراجها في المناهج الدراسية لرفع الوعي المجتمعي بقضايا البيئة وضرورة حمايتها وغرس الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية لتقديرها والمحافظة عليها. وفي ختم كلمته رفع الدكتور الربيش الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ولسمو ولي عهده الأمين ، ولسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على الدعم اللامحدود الذي تحظى به مؤسسات التعليم العالي لتمكينها من أداء مهامها ، كما عبر عن شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة الشرقية لافتتاحه فعاليات هذا اللقاء ومتابعته ودعمه لأنشطة الجامعة وفعاليتها. إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة قال فيها : يطيب لي أن أفتتح فعاليات هذا الملتقى العلمي الذي تستضيفه جامعة الدمام وتنظمه بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الحياة تحت عنوان " البيئة والتنمية في منطقة الخليج العربي " ويعد تأكيداً على اهتمام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - بالأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالتنمية المستدامة والتشجيع على إيجاد الحلول و وضع الرؤى التنموية ذات العلاقة بالمملكة ومنطقة الخليج العربي. وأضاف سموه قائلاً : إن للمؤسسات والشركات في المنطقة دور مهم في وضع استراتيجيات داعمة ومؤثرة لتطوير الأبحاث والاستشارات البيئية ورصد الفرص الاستثمارية وتحويل ممارسات التنمية المستدامة لنوع من السلوك الإنساني الحضاري اليومي ، وأن يسهم ذلك في تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم التحول لمجتمعات بيئية مستديمة تعزز المسئولية الاجتماعية والصحية والبيئية وتدعم مشاريع الاستثمار البيئي ، لاسيما فيما يتعلق بحماية البيئة وتعزيز أنماط الإنتاج والاستهلاك ، ومعالجة وإعادة استخدام وتدوير المنتجات ، والتحكم في مخاطر الكيماويات والمواد المعدلة وراثياً والحد من التلوث بأشكاله كافة وحماية التنوع الحيوي في منطقة الخليج العربي بما يلبي حاجات الحاضر واحتياجات المستقبل. وأعرب سموه في ختام كلمته عن تمنياته أن يحقيق الملتقى أهدافه والتقدم بتوصيات من شأنها صياغة أولويات العمل الجماعي المشترك وتفعيل دور المواطن والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني على نحو يحقق التكامل بين الاستراتيجيات الاقتصادية ويلتزم بحماية الإنسان والحفاظ على البيئة وحفظ مقدراتنا من الهدر ، شاكراً جامعة الدمام على جهودها ممثلة بمعالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله الربيش ، والجمعية السعودية لعلوم الحياة والمشاركين ومن كانت له رؤية داعمة في خدمة هذا الوطن , متمنياً للجميع التوفيق. وفي ختام الحفل كرم سموه الداعمين للملتقى , كما قدم مدير جامعة الدمام درعاً تذكارياً لسموه.