طالب الفقيه الإسلامي، رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد في لندن، عضو المجامع الفقهية وأستاذ الدراسات والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز، عبدالله بن بيّه، الأمة الإسلامية أن تتجاوز الانتماءات الضيقة إلى الأحزاب السياسية، محذراً من أن هذه التحزبات «لا تصب إلا في خانة التفرقة والإقصاء المتبادل»، مشيراً إلى أنه يطلب من الإخوة المتنافسين المنتمين إلى تلك الأحزاب أن «ينهزموا لوجه الله». وشدد بن بيه، الذي قدم استقالته العام الماضي من منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي، مرجعاً ذلك إلى تفرغه للدور الإصلاحي، أن على الإنسان أن يتجاوز نفسه، و أن يبحث عن الخير للجميع، وقال «لنحيا جميعاًً لا أن نموت جميعاً، ونتجاوز أنفسنا لصالح الأمة والأوطان، لأن تنازع البقاء يؤدي إلى الفناء»، مبيناً أن الأمة بحاجة إلى تنقية الصدور «وألا يظُن به إلا خيرا»، تنقية الألسنة «لا يغتب بعضكم بعضا»، تنقية الأيدي «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده». ولفت بن بيه إلى أن الحالة التي تمر بها الأمة الإسلامية من استباحة الغيبة وتبادل السباب، ليست حالة صحية، وأن علينا أن نتجاوز هذه الأزمة بعقول كبيرة وبفهم واسع للمصالح العامة، وأن نسير في مسيرة التاريخ، لأننا بهذه الخصومات نرد أنفسنا سنوات إلى الوراء، مناشداً العقلاء والحكماء في الأمة الإسلامية أن يوقفوا ما وصفه بالنزيف الذي لا يخدم أحداً، وأن الأمة ستخسر بسببه كثيراً. وبيّن أن الأمة تحتاج في الوقت الحالي إلى حكماء، على نهج النبي صلّى الله عليه وسلّم، لإطفاء الفتن التي اشتعلت بينها، ووضع حد لهذه الأزمات، وإلا فإنها ستستحكم وتحصد مزيداً من النفوس. واختتم حديثه بالقول «يجب أن نستمر في خلق الفرص، وبناء ما يمكن بناؤه، وتجنب ما يمكن تجنبه، والمحافظة على الخريطة التي ما زالت سليمة، حتى لا تصلها نيران تجزئة المجزأ، وتقسيم المقسم، «فالتفرق لا يخدم أحداً وسيقضي على الجميع».