أحبك كلمة لها معاني الخلود، هي للمرأة كالرحيق للزهرة. أجزم؛ أن نسبة كبيرة من النساء والزوجات بالخصوص، يتشوقن لسماع كلمة «أحبك» تصدر بتلقائية صادقة من أفواه الأزواج، تصدر بصدق، برومانسية منسابة كماء الجندول. نسبة كبيرة ينتظرنها بلهفة الأطفال لأمهاتهم، حيث ترقد مشاعر الحب الدافئة، كالأفكار المؤجلة، والمشاريع المادية. كلمة أحبك أو «أحبس» أو «أحبش»، يتغير اللفظ لها من مكان لآخر، إلا إنها ذات التأثير نفسه، تنتظرها المرأة، زوجة أو بنتاً أو أماً كي يتنفسن، إنها الأوكسجين الذي يبعث في القلب الحياة، أكسير الزمن البائس. «أحبك» كلمة يتناساها بعضهم لسوداوية تغشى عيونهم، وتتلبس بها قلوبهم كالمسْ، وبعضهم لا يؤمن بها عتواً منهم وتصلفاً، وبعضهم يستعملها في المداهنة والسياسة الزوجية، يريد أن تسير قافلة حياته الزوجية بلا مشكلات، وآخرون يستعملونها في خداع الجنس الناعم مرهفات الحس، استباحوا قطف الورد ودوسه بقسوة! ونسبة قليلة يستعملونها بصدق ويؤمنون بها، فحازوا كل مساحات القلوب لدى النساء. الرومانسية هنا مُحبطة بائسة، ليس لها مكان إلا في التلفاز، حين تعرض بعض القنوات مسلسلات تركية ومكسيكية، فقط تحضر الرومانسية «المدبلجة»، التي تبحث عنها كثيرات في ظل جفاف القلوب، من الرجال خاصة، أما النساء فقد جُبلن عليها، لأنها الوقود المحرك لعواطفهن ومشاعرهن. «أحبك» يا لهذه الكلمة من سحر وحياة لما في الصدور، يقول بيرون: «الرجل يحب ليسعد بالحياة، والمرأة تحيا لتسعد بالحب». في منازل كثيرة، قلوب تشتكي برود العواطف وترهلها، كلمات لا تُكلف شيئاً، لها مفعول السحر، واللا معقول، تجعل الشمس تبتسم، والمطر يهطل، والعصافير تغرد، والفراشات تتراقص في وجناتِ وقلوب القوارير، اللاتي ينتظرنها ولسان حالهن يقول: إلى متى يستمر صمت الشفاه؟.. لم تخرج هذه الكلمة، لتحيا بها قلوب مجدبة من الحب، فكلمة أحبك، كزخات مطر عندما يهطل على بذور شجيرات الورد حتماً- ستينع مجدداً، بأجمل الألوان ولحن الضياء، يقول جان روسو: «قد يولد الحب بكلمة، ولكنه لا يمكن أبداً أن يموت بكلمة»!.