في الوقت الذي أنعشت فيه كلمة (أحبك) قلب لورنا البريطانية، كثير من شبابنا تدفعهم ثقافة المجتمع الصلبة والمتجبرة أحياناً أو ثقافتهم الخاصة أو المكتسبة من البعض والمغلوطة عن المرأة والحياة على أن يلقوا بقلوبهم جانباً قبل الدخول إلى عش الزوجية ويودعوا حياة الحب والرومانسية ويستبدلونها بالقسوة والغلظة، ويتركوا وراءهم وأمامهم الكثير من اللورنات، والجفاف العاطفي هو من يمتص أوردة وشرايين العلاقة المتوترة ويستنفد مخزونها الاحتياطي من الدماء المتدفقة في القلوب أو يخثرها حتى تؤول بنا الأحوال إلى ما آلت إليه لورنا، وتحدث الجلطات الأسرية وسكتة القلوب إلى لاعودة ، فهل المرأة وحدها المسؤولة عن إشعال الشموع وجلب الورود وإنعاش نبض القلوب؟ فليست هي وحدها المسؤولة عن الجفاف العاطفي والتوتر الأسري الناتج عنه، بينما الرجل يعيش حياته بالطول والعرض، تاركاً خلفه وأمامه أنصاف نساء، أو ليست هذه المرأة إنسانا ولها مشاعر بل هي كل المشاعر، في زمن أصبحت المرأة فيه تتكلف أعباء تفوق بكثير أعباء الرجل ومع ذلك لا تجد تقديراً لها، ففي الماضي كانت مقبولة عبارة (سي السيد) لأن الرجل كان هو القائم على شؤون الأسرة والكادح الوحيد عليها ويستحق الدلال وله الحق في الأخذ والعذر في حال القصور أما اليوم فعلينا استبدال هذه العبارة؛ لأن المرأة أصبحت تعمل وتربي الأولاد، وهي المسؤولة عن كل شيء، بينما الرجل له وظيفة واحدة وبعدها (يكبر المخدة)، باستثناء أولئك الكادحين وهم قلة اليوم، فهل كثير عليها الدلال بعد هذا الشقاء؟ وهل من لوم وعتب عليها إن قصرت؟ فإن كرهت أيها الرجل منها خلقاً حتماً فسترضى منها بآخر، وتبقى: (الكلمة نور وبعض الكلمات قبور). أمل مغربي (جدة)