قرأت مقالا عاصفا للكاتب المبدع د. فايز الشهري بتاريخ الأحد 1429/4/7ه بعنوان زوجتي تخدعني. وقد سبقه بمقال آخر عنوانه "زوجي مدمن أنقذوني" وتساءل عن السبب في ذلك؟ وها أنا أمسك اليراع لأكتب ولكن بدون تحيز لأي من الطرفين،،، عزيزتي حواء أنت وأنا هنا لا أعمم، أنت أولا وأخيرا من يتحمل تبعات إدمان الزوج "للنت" وهروبه وذوبانه بين أحضان الشبكة العنكبوتية. فأتت ببرودك وسطحيتك وجفاءك، وانشغالك بأمور جانبية، من دفع آدم قسراً، للنفور منك والبحث عن صدر حنون آخر يتلقفه ويحنو عليه حنو المرضعات على الفطيم، أنت مهتمة بالجلوس آناء الليل وأطراف النهار أمام شاشة التلفاز، لمشاهدة آخر المسلسلات المدبلجة وآخر غراميات (نمر بن عدوان وغزليات وضحى وبن عجلان) وأغرب صرخات دور الأزياء العالمية، وليتك رغم مشاهداتك تحسنين ارتداء أزيائك، فمن يراك وأنت (تبقبقين عيونك) في قنوات الموضة يظنك الليدي ديانا في أناقتها، ولكن للأسف مازالت تلك (الجلابية المهلهلة) وشكلك غير المهندم ينبئ بعكس ذلك، وحتى أبسط عبارات الحب والتقدير والتي تفننت فيها جداتنا وأمهاتنا غير المتعلمات كقولهن (لبيه، أنا افداك، جعل يومي قبل يومك)، يخلو قاموسك اللغوي منها، وبعد ذلك تنوحين وتشتكين من هروب الزوج، أنت لم تحسي بوجوده قبل هروبه "للنت" فكيف تحسين به بعد هروبه أم أنها الغيرة العمياء وحب التملك والسيطرة؟؟ أنت يا حواء سبب بلاء وشقاء آدم المسكين، فتحملي نتيجة أخطائك؟؟ ولكن هذا لا يعفيك يا آدم أيضاً من تحمل تبعات هروب زوجتك "للنت" فأنت ببرودك وقسوتك وجمود مشاعرك لو لم تهمل زوجتك كل هذا الإهمال الفظيع وتتركها تعيش في عزلة رهيبة ووحدة قاتلة، بينما أنت تسرح وتمرح مع (شلة الأنس والاستراحات) أو في سفراتك العابثة، أحياناً، لما لجأت لأحضان الانترنت أيضا، فأنت من دفعها لذلك المصير المجهول لأنك تعودت الأخذ دون العطاء، تريد من الزوجة المسكينة أن تدير البيت بأكمله لوحدها وأن تغدق عليك أسمى عبارات الحب والهيام، وأنت تتلقاها منها ولكن في برجك العاجي ولا يسمح لك كبرياؤك بأن تنزل إلى محيط تلك الزوجة البائسة، فتبادلها نفس المشاعر، وتزعم أنك لو فعلت ذلك سيتحطم كبرياؤك على صخرة الزوجية، وتسقط هيبتك، ومكانتك! لأنه لا يليق بك كرجل أن تبث زوجتك عبارات الحب الصادق، فبقيت مملاً وسطحياً، وبارداً كعادتك دائماً، ومن ثم بعد فوات الأوان تصرخ وتولول (زوجتي تخدعني) إن كانت زوجتك يا عزيزي تخدعك بإدمانها "للنت" وضياعها بين دهاليزه، بسبب جفائك وجبروتك، لتبحث عن الحب والحنان المفقود، فأنت أيضاً قد خدعتها وتهت في متاهات الانترنت والسبب يعود لها أيضاً، فكلاهما يخدع الآخر، ويطعنه في مقتل، فيا عزيزتي حواء صوني زوجك وأغدقي عليه مشاعر الحب والحنان والتقدير فيصونك ويحفظ لك الجميل،،، ويا آدم إنزل من برجك العاجي ورق لزوجتك وراع مشاعرها لتهديك أعذب عبارات الحب شعراً ونثراً،،، معاشر الأزواج والزوجات اكسروا البرود العاطفي الذي سيطر على مشاعركم، وغيروا، وجددوا في حياتكم، حلقوا ولو قليلا في عوالم الرومانسية، والخيال لتطردوا الروتين والملل، ليسير مركب الزوجية إلى مرافئ الأمان والحب وعوالم الحنان.. (فاصلة) إني أفضل أن نقول لبعضنا حب سعيد ما أضيق الكلمات حين نقولها كالآخرين أنا لا أريد بأن تكون عواطفي منقولة عن أمنيات الآخرين أنا أكره الحب المعبأ في بطاقات البريد، إني أحبك في بدايات السنة إني أحبك في نهايات السنة، فالحب أكبر من جميع الأزمنة والحب أرحب من جميع الأمكنة، لذا أفضل أن نقول لبعضنا حب سعيد حب يثور على الطقوس المسرحية في الكلام حب يحاول أن يغير كل شيء في قواميس الغرام (سعاد الصباح) ردديها على سمع آدم يا حواء في منزل الزوجية وأنت كذلك يا آدم، لتكسروا الروتين القاتل!