أحيا الشاعر عبدالله الصيخان أمسية شعرية في جمعية الثقافة والفنون وسط حضور كبير من المثقفين غصت بهم القاعة، مساء أمس الأحد، في مقر الجمعية الجديد. وقدم الروائي محمود ترواري الشاعر الصيخان في استهلال شاعري، معرفاً الجمهور برفيقيه، العازف الشاب سعود الشريف، والفنان التشكيلي أحمد فلمبان، الذي تخلى عن فرشاة الألوان، وقدم مقطوعات موسيقية رائعة على آلة الكمان أثناء الأمسية. وعبر الصيخان عن سعادته بالعودة إلى مدينة جدة التي شهدت انطلاقته قبل ثلاثة عقود في أمسية شعرية جمعته مع أصدقائه من مرحلة الثمانينيات: محمد الثبيتي، ومحمد جبر الحربي، وأحمد عائل فقيه، وقرأ الصيخان قصيدة لم تكتمل من وحي زيارته لمدينة مكة، وأتبعها بقصيدته “طيبة” عن زيارته للمدينة المنورة، ثم ألقى بعد ذلك مقاطع من قصيدته الشهيرة “هواجس في طقس الوطن”. وبعدها أنشد قصيدته الأثيرة “فاطمة”، التي يقول في مطلعها: كأنّ النساءْ خرجن من الماءْ وفاطمةٌ وحدها خرجتْ من بَرَد كأنّ ذوائبها الشهب إن لم تعدْ إلى بيتنا، لن يعود أحدْ قيل إن الذين أتوا بعد يومين من دفنها وجدوا في المكان قمراً نابتاً خلف حنّائها قمراً من حنان ويداً نصف مسترخية سحب الله من خضبها خيطَ دمْ فنما شجرٌ أخضرٌ اسمُهُ فاطمة ولم يغب رفيق المرحلة شاعر التضاريس محمد الثبيتي عن أجواء الأمسية، إذ شكر الشاعر ابني الراحل: نزار، وفيصل، لحضورهما من مكة، وتلا قصيدة “قم يا محمد”، التي رثى فيها الثبيتي: قمْ.. يا محمدْ فإنَّ العيون التي انتظرتك طويلاً بكت في ظلال القصيدةِ والقيظ لف عباءته حول صدركَ حتى ترمدْ فقم يا محمدْ أناديك .. قمْ يا أمير القصيدةِ يا أبيض القلبِ والأفْق أسودْ أناديكَ قم.. يا محمدْ كأنّ فؤادك تلك الحديقةُ حين سقيت شجيراتها بالسهرْ ونسّقتها بالهمومْ نازلاً من سفوح حراءْ إلى ما وراء الجمومْ وهذي القصيدةُ تلك العنيدةُ أنت تركت لها الباب نصف مواربْ على أي بحر ستأتي على الرمل والمتقاربْ أم على بحر قلبكَ ذاك الذي بابه ليس يوصدْ أودعنا ربنا في البريةِ مثل فراش يحوم على نارهِ واستفقنا على الجرح يا صاحبي.. وضفاف الغيابْ فقل كيف تذهبْ ولمّا يزل في القصيدة “وضاح” يلعب في الرمل حافياً ووحيداً في الهزيع الأخير من الحزنِ قم يا صديقي ستخمد ناري إن غبتْ يا أمير القصيدةِ يا سيد البيدِ (زدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابةْ وهات الربابة.. هات الربابةَْ) وختم الصيخان الأمسية بقراءة قصيدته “زمان الصمت”، التي رثى بها الفنان الراحل “طلال مداح”، ومنها: “زمان الصّمت” مرّ ولم يجبني أيصمت صوتك الزاهي الحبيب؟ وأنت نسجته شجناً خفياً على أرواحنا إذ نستطيب فنسأل كيف يسرقنا ويمضي ويبقى في القلوب له وجيب “وترحل.. صرختي تذبل بوادي” ونكس رأسه الصبح الكئيب وإن مولت مالت بي نخيل وهزت جذعها وبكى العسيب وإن أبحرت في “أحلى الليالي” فكل قوارب الذكرى نحيب وإن زلت بنا خيل الأغاني فخيلك في ملز الذوق طيب إم زرياب أنت قبست ضوءاً وبوزن عودك الشادي صهيب أخذت بذوقنا فانساب نهرٌ ولن يبقى سوى “وطني الحبيب” وفي نهاية الأمسية، قدم مدير جمعية الثقافة والفنون المهندس عبدالله التعزي درعاً تذكارية للشاعر الصيخان، ولرفيقيه الشريف وفلمبان، وكان من بين الحضور كوكبة من المثقفين والأعلام، على رأسهم الكاتب الكبير عبدالله مناع. وذكر مدير فرع الجمعية عبدالله التعزي أن أمسية الصيخان تُعَدّ بداية انطلاقة نشاط الجمعية هذا الموسم، ونأمل أن نقدم ما يثري الساحة الثقافية، ونحرص على أن تنال فعالياتنا اهتمام عشاق الأدب والمهتمين بالثقافة والفنون.