أوضح ل «الشرق» مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، المهندس عبداللطيف البنيان، أمس، أن فرع الهيئة، وفور تلقيه اتصالاً مساء الأربعاء الماضي يفيد بوجود حفريات لمشروع قريب يحاذي موقع عين الجوهرية الأثري في القطيف، قام بتوجيه الباحثين في مكتب الآثار للوقوف على الموقع، كما تواصل مع الجهة المالكة للمشروع الذي ينفذ قرب الموقع الأثري، مقدراً التجاوب السريع من إدارة المياه، التي أوقفت العمل في المشروع وابتعدت عن الموقع الأثري في اليوم نفسه الذي تم فيه رصد الحدث، ويجري الآن استكمال الإجراءات لتأمين الحماية للموقع. وأكد البنيان أن الهيئة تود التوضيح أن ما ورد في التقرير الذي قدم على الفور من مكتب الآثار بأن هذه العين المعتدى عليها، والمسماة ب«عين الجوهرية»، هي واحدة من بين (250 – 300) عين منتشرة في محافظة القطيف، وكانت تهتم بها وكالة الآثار والمتاحف قبل انضمامها إلى الهيئة، كونها من معالم التراث العمراني البارزة على السطح، والعيون المدفونة تحت الحجارة، والتي تم تسجيلها لاحقاً في سجل الآثار، وهذه العين لم تُسجل في ذلك الوقت لاختفائها تحت الرمال، ولو كانت بارزة لتم تسويرها من قبل الوكالة أسوة بأخواتها المجاورة لها. وأبان البنيان أنه لحسن الحظ أن المقاول لم يتعدَّ عليها، والمشروع مر قربها، مشيراً إلى أن مواقع أثرية كثيرة في جميع دول العالم اكتُشفت عن طريق الصدفة، ومن ثم يأتي دور المواطن الذي يعد هو الحارس الأول المعني بحماية التراث الأثري والتاريخي والثقافي الوطني، وبعدها يأتي دور الجهة المعنية، مثل الهيئة، للمحافظة على الآثار، بالعمل على إدراجها ضمن مشاريعها، وحمايتها وترميمها وتهيئتها لاستقبال الزوار، لافتاً إلى أن المجلس البلدي بالقطيف حين قدم قائمة بالعيون المهمة والمواقع الأثرية لم تكن «عين الجوهرية» من ضمن تلك القائمة، لأنها غير معروفة، وغير واضحة، لاختفائها أسفل باطن الأرض. وأكد البنيان أن الهيئة مستمرة في إنجاز أعمال ترميم المواقع التاريخية والأثرية في محافظة القطيف، وهي المدرجة ضمن مشاريع الهيئة لهذا العام. جاء ذلك إشارة إلى التحقيق المنشور في «الشرق» في العدد 767 بتاريخ 8/ 3 /1435ه بعنوان «مقاول مياه يهدد معلم عين الجوهرية التاريخي بحفريات مشروع».