بعد تجريف معلم عين الشنية الأثري في نوفمبر 2011م من قبل جرافة مقاول بناء، وبعد تجريف معلم عين الكعيبة التاريخي في يناير 2012م على يد مقاول بلدية محافظة القطيف، وبعد انهيار معلم عين الصدرية الأثري في ديسمبر عام 2013م، بعد عقود من الإهمال وحبسه في أسوار السياحة.. بعد ذلك كله.. جاء الدور أمس على عين «الجوهرية» الأثرية غرب مدينة القطيف، من قبل آليات مقاول بدأت تحفر بجانب العين، ووصلت الحفريات إلى جدار العين التي بدأت طبقة اللياسة تتساقط منها نتيجة التجريف والحفر. وطبقاً لما وقفت عليه «الشرق»، فإن المقاول يعمل لصالح إدارة فرع المياه بالقطيف، وقد بدأ في الحفر بشكل مستقيم في المنطقة القريبة من العين، بعمق ثلاثة أمتار وعرض ثلاثة أمتار، ووصلت آلياته إلى جدار وأساسات العين، حيث انكشف الجزء الشرقي من العين، وهو ما أثر في اللياسة الخارجية للجدار نتيجة عدة ضربات تلقاها الجدار أثناء عملية التجريف في المنطقة، ولم تتوقف الأعمال حتى إعداد هذا التقرير. وبات الموقع الأثري مهدداً في أي لحظة ما لم يصل تدخل سريع وفوري، لحماية الموقع بأكمله، وذلك بعدما أدت الحفريات إلى تضرر أحد ممرات ومجرى الماء الذي يغذي المزارع سابقاً، وهي عبارة عن سواقي مصممة بطريقة بناء هندسية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد. وأوضح الباحث زكي الصالح بأن معلم الجوهرية هو أحد المواقع التي أهملتها السياحة والآثار وتكفلت الكثبان الرملية التي زحفت لموقعها بحمايتها، إلا أن الجرافات وصلت إليها، بسبب تجاهل السياحة والآثار لها، مطالباً بالتحرك الفوري لحمايتها وتأهيلها، ونزول المسؤولين ميدانياً والعمل على تأهيلها، لأن الأهالي ملّوا من التصريحات والوعود بحماية الآثار، وما جرى لعيون الشنية والكعيبة والصدرية خير دليل على الإهمال وكثرة الوعود التي لم يتحقق منها شيء، محملاً جهاز السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية، كامل المسؤولية عن الأضرار التي تعرضت لها وعن المصير المظلم الذي يواجهه هذا المعلم في ظل الغياب التام لهذا الجهاز. وأوضح الباحث حسين السلهام بأن موقع الجوهرية الأثري يرتبط بسلسلة العيون التي تقع على خط مستقيم على امتداد غرب القطيف وبينها عين مريقب التي حدث بجانبها معركة سيهات التاريخية في الدولة السعودية الثانية، وعين الحناه غرب سيهات، وتليها عين الكعيبة، وتليها الشنية، وبعدها الصدرية وبعدها الجوهرية، وهذه العيون ارتبط اسمها تاريخياً بنهر محلم الشهير المندثر، الذي ذكر ضمن مجموعة المؤلف السعودي خالد العنقري في كتابه «الجزيرة العربية في الخرائط الأوروبية القديمة»، وأن السياحة والآثار مطالبة بحماية هذه الآثار فوراً وإعادة تأهيل وبناء ما تم تجريفه، وترميم المتبقي. يشار إلى أن الجرافات كسحت خلال الفترة الماضية أبرز آثار غرب القطيف وبينها معلم عين الشنية وهو آخر دليل مادي لفرع شن بن أقصى، من قبيلة عبد قيس التي استوطنت الشطر الشرقيّ من الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، ومعلم الكعيبة الأثري الذي أزالته جرافة تابعة لبلدية القطيف وهو آخر آثار القرامطة في محافظة القطيف، وهو أشهر معلم تاريخي في القطيف، فيما انهار قبل أسابيع بشكل مفاجئ معلم عين الصدرية الأثري الذي يعد أحد آخر الآثار الواقعة غرب مدينة القطيف، رغم المناشدات المستمرة من الأهالي للحفاظ على تلك المعالم الوطنية التي لا تقدر بثمن. من زاوية أخرى؛ وعد مدير فرع هيئة السياحة والآثار في المنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان «الشرق» بتوجيه فريق عمل للوقوف على الموقع في السابعة من صباح اليوم (الخميس). وقال في اتصال هاتفي، مساء أمس، إنه سيطلب تقريراً عاجلاً وفي حال وجود تهديد للموقع الأثري؛ فإن إدارته ستطالب بإيقاف العمل الفوري إلى حين إيجاد حل مناسب. - عين الشنية الأثري نوفمبر 2011م – عين الكعيبة يناير 2012م – عين الصدرية ديسمبر 2013م