خسرت القوات الأمنية العراقية أمس السبت مدينة الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لتتحول من جديد إلى معقل للمتمردين المتطرفين. وتواصلت في هذا الوقت الاشتباكات في مدينة الرمادي المجاورة، حيث حققت القوات الأمنية مدعومة بمسلحين من العشائر تقدما في المناطق التي سيطر عليها منذ الخميس مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة والمعروف اختصارا بتنظيم «داعش». واكد مصدر أمني عراقي رفيع المستوى في محافظة الانبار لوكالة فرانس برس أن مدينة الفلوجة التي لا تبعد عن العاصمة بغداد سوى 60 كلم إلى الغرب «خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم (داعش)»، مضيفا أن «المناطق المحيطة بالفلوجة في أيدي الشرطة المحلية». وتابع «لقد عينوا واليا عليها». بدوره قال قائد شرطة الانبار هادي رزيج في مداخلة مع تلفزيون «العربية» إن «أهل الفلوجة أسرى لدى عناصر داعش»، مؤكدا أن الشرطة انسحبت بالكامل إلى أطراف المدينة. من جهته، أكد مراسل فرانس برس في المدينة أن «القوات التي تسيطر على مدينة الفلوجة بشكل كامل هي من تنظيم القاعدة»، مشيرا إلى أن «قوات الأمن العراقية وقوات الصحوة لا توجد في الفلوجة». وأشار مراسل فرانس برس في الفلوجة التي أعلن مسلحون الجمعة من على منبر خطبة الجمعة فيها أنها تحولت إلى «ولاية إسلامية»، إلى أن «الكهرباء مقطوعة تماما، ومولدات الكهرباء لا تعمل بسبب النقص في الوقود». وفي الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، قال ضابط برتبة نقيب في شرطة المدينة لفرانس برس عن مقتل عشرات المسلحين أمس السبت في عمليتين ضد القاعدة، الأولى استهدفت مجاميع من «داعش في البوفراج» قرب الرمادي أدت إلى مقتل 25 مقاتلا، قبل أن «يستهدف تجمعا كبيرا لعناصر «داعش قرب الكرمة» شرق الفلوجة ما أدى إلى مقتل 30 مسلحا. وأعلنت مصادر أمنية لفرانس برس أن سبعة جنود وضابط برتبة ملازم أول في الجيش قتلوا أيضاً في هذه الاشتباكات، إضافة إلى مسلحين من العشائر التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية. من جهتها قالت الولاياتالمتحدة السبت أنها تتابع «عن كثب» الوضع في محافظة الانبار العراقية وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن «قلقها» حيال محاولات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، فرع القاعدة في العراق والشام المعروف اختصارا بتنظيم «داعش»، «فرض سيطرته على سورية والعراق». وقالت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان أن «العالم اجمع بوسعه أن يرى وحشية ما يقومون به ضد المدنيين في الرمادي والفلوجة». وأضافت أن «بعض زعماء العشائر العراقيين تمردوا علنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام». وتابعت «نعمل مع الحكومة العراقية لمساعدة هذه العشائر بكل الوسائل الممكنة. نحن على اتصال أيضاً مع زعماء العشائر في محافظة الانبار الذين يتحلون بشجاعة كبيرة في نضالهم لطرد هذه المجموعات الإرهابية من مدنهم». وخلصت المتحدثة إلى القول «نبقى أيضاً على اتصال مع كل المسؤولين العراقيين لنرى كيف يمكننا مساعدتهم للانتصار على عدونا المشترك».