دعا رئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية في سنابس عبدالله العليوات وزارة الإسكان إلى العمل جنباً إلى جنب مع الجمعيات الخيرية، والمساهمة في بناء مشروع إيواء طوارئ للمنكوبين من حرائق أو أمطار أو مبان آيلة للسقوط أو تسكين قاطني بيوت الصفيح في محافظة القطيف. وقال العليوات ل«الشرق» إن هذا المشروع المقترح يعدُّ مشروعاً سكنياً طموحاً، ويأتي في إطار العمل بخطة الاستجابة للمساعدات الإنسانية الطارئة التي تقدمها الجمعيات لمستفيديها المتضررين وغيرهم. وبيَّن أن هذا المشروع يهدف إلى تحسين ظروف معيشة هؤلاء وتأمين إقامة لائقة بهم لحين عودتهم إلى مساكنهم، لافتاً إلى أن نجاح تجربة بناء مساكن في جازان يستدعي من الجهات المعنية تطبيقها في مناطق أخرى في المملكة. وأوضح العليوات أن الجمعية لديها أربع شقق إيواء معظمها شاغرة حالياً بالأسر المتضررة، كما أن بعض الأسر التي تضررت منازلهم من المطر مازالت تسكن في بيوت المقربين منهم لحين الانتهاء من الترميم والصيانة. ولفت إلى أن ميزانية الجمعية لا تستوعب تغطية مصروفاتها الأساسية من رواتب موظفين ومصروفات أخرى؛ فلا يمكن للجمعية إعادة بناء منازل مستفيديها أو ترميمها وغيرها، أو دفع إيجار مساكن، مشيراً إلى أنها رصدت وصرفت حتى الآن 375 ألف ريال لترميم وصيانة منازل متضررة من المطر. وقال إن الجمعية بحاجة إلى أكثر من مليوني ريال لإزالة أربعة منازل آيلة للسقوط وإعادة بنائها من جديد، لافتاً إلى أن دعم المؤسسات والشركات المادي للجمعية متواضع جداً، في نفس الوقت هناك شركات ومؤسسات تساهم في تقديم الدعم والمساندة بعمل اليد وتقديم يد المعونة والمساعدة. وأضاف أن الجمعية تحرص سنوياً على تنظيم طبقاً خيرياً عائداته تصرف على لجنة تحسين المساكن، مشيراً إلى أن هذه الإيرادات بلغت العام الماضي 120 ألف ريال. وأضاف العليوات: أن مجموع عدد البيوت الآيلة للسقوط والصفيح 11 منزلاً، منها تسعة منازل للمستفيدين المسجلين لدى الجمعية، مؤكداً أن طلبات تحسين السكن للمستفيدين في سنابس تتصاعد يوماً بعد يوم. وأشار رئيس الجمعية إلى أن لجنة تحسين المساكن التابعة للجمعية تواجه معوقات كثيرة من ترميم بعض البيوت وإعادة بنائها نظراً لكون الأرض مشتركة بين مجموعة من أفراد العائلة الواحدة؛ كإرثٍ، إلى جانب عدم توزيع أرض الأرث بشكل متساوٍ تسببت في معوقات شرعية وقانونية، مشيراً إلى أن مثل هذه القضايا تؤخر الورثة في الحصول على رخصة ترميم وبناء من الجهات المعنية بالأمر. وتابع: كما أن بعض المنازل صكوكها بالأقدام، بمعنى أن مساحة الأرض قيست بالأقدام، والمطلوب حالياً في المحكمة أن يعدل صك البيت بالأمتار، وتحويل هذا الأمر يحتاج إلى عامين أو أكثر. وأوضح أن لجنة تحسين المساكن هي إحدى اللجان الدائمة للجمعية التي تشكلت وفق اللوائح الداخلية لمجلس الإدارة لتحسين مستوى مساكن الأيتام والفقراء المحتاجين، وذلك بتنفيذ مشاريع صيانة المساكن أو إعادة بنائها بالتنسيق مع لجان الجمعية الأخرى، مشيراً إلى أن هدفها الكبير هو القضاء على بيوت الصفيح والبيوت المتهالكة في سنابس عبر مسح ميداني يشمل جميع أحياء البلدة. وبين أن اللجنة تقوم بدراسة الطلبات المقدمة من المستفيدين والمحتاجين ومن ثم تنفيذ آليات وضوابط مشاريع الترميم أو إعادة بناء المساكن، منوهاً إلى أنها تحدد أولوية تنفيذ طلبات تحسين المساكن بالنظر إليها من عدة جوانب تتعلق بوضع المستفيد الصحي أو المادي والاجتماعي، بالإضافة إلى كفاية وكفاءة أبناء وسلامة السكان. وأسف العليوات على تراجع الحس الاجتماعي والتكافل في المجمتع الواحد، الذي عده من معوقات حلّ مثل هذه المشكلات التي تكفلت الجمعية بها في رفع المعاناة عن كاهل الفقراء والمحتاجين بتقديم مختلف المساعدات المالية والعينية الشهرية –الموسمية- الطارئة، إلى جانب تقديم الخدمات المستعجلة والطارئة للمنكوبين كالحرائق وانهيار المباني والأمطار الغزيرة. ولفت إلى أن المجتمع بات يطالب الجمعيات فوق طاقتها ويتهمها أحياناً بالتقصير؛ أو عدم القيام بدورها المطلوب؛ لعدم إدراكه بالدور الأساسي الذي من أجله نشأت تلك الجمعيات؛ فهي هيئات أهلية تطوعية تساهم في رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي لكثير من الأفراد والأسر المحتاجة في البيئات المحلية التي تقع في نطاق اختصاصاتها، ونشر ثقافة العمل الخيري التطوعي والإنساني بين أفراد المجتمع، لتتمكن من أداء دورها. واقترح العليوات على حملات إغاثة المنكوبين التي ظهرت مؤخراً في المحافظة للانضمام تحت مظلة «الجمعيات الخيرية»، وأن تشكل لها لجان دائمة، لافتاً إلى أن الجمعيات تحتفظ بسرية معلومات مستفيديها، ولا تسمح بخروجها عن نطاق الجمعية.