صُبّي عقله في راحتيك وشكليه على هواك من جديد، وسينمو ببطء كما هي عاداته اللذيذة في الالتصاق الكسول بأي وسادتين ناعمتين.. لا تحزني من كل تقلباته وسباته إن طال؛ فقريباً ستزدهر أوراقه المتعبة كلما مسها الماء، وسيُصبح شجرة خضراء تستظلين بها وحدك، وتردعين بها الظالمين.. ساهمي معه في بناء اللحظة الحلوة والضحكة الصافية؛ دفئيه بالهمسات التي تستعمرها موسيقى الأرض، وسيأتيك جائعاً ومطيعاً وحافي الكلمات كلما احتاج إلى الدفء.. سيغرد لك وحدك، وسيكتبك أنت دون النساء في هزيع الليل، وعلى ندى أوراق الصباح. من يحب لا بد أن يتسامح واثقاً مختاراً؛ فلا بطش في الحب ولا صراع.. اختلفوا كما تشاءون، وتعاتبوا كي يحلو الوصال. لكن أحبوا بعضكم، وحافظوا على خطوط الرجعة، فسرعان ما تتهاوى عروش الكبرياء أمام ابتسامة تشعل الذكريات، ولياليها العذاب. المرأة هي أفخر نوتة موسيقية في هذا العالم، وعلى العازفين المهرة أن يتباروا في العزف المنفرد كي تستفيق قناديل الليالي، ومن يبرع في العزف سيصبح موسيقاراً عظيماً يزيد خدود التفاح، وسيحظى بقلب امرأة فاخر؛ شكراً للنوتة وجلالها المعطاء أولاً وأخيراً؛ فلولاها لم تبرعوا في شيء. نحن جميعاً غرباء في هذه الدنيا التي تحتضر ببطء.. نعاشر الحب ونسكنه ونتسامح معه كي يمشي معنا كصديق رائع ولكن متقلب المزاج؛ لا تصدقوا أننا نسكن هانئين ولا مطمئنين دون حب.. كلنا نخاف أن يرحل هذا الحب ذات موات، وكلنا من رعية العشاق مهما تباينت مؤشرات النجاح. سرعان ما سيذوب العمر وتنكسر الأحلام وتسكن الآهات في جوف القبلات؛ فلا تبخلوا بالعشق والرضا.. امسحوا أحزان أحبابكم وضموهم بصدق وإخلاص قبل أن تأتي قاصمة الفقد الأكبر، وقبل أن لا يربطكم بوجوههم الجميلة إلا صورة في ألبوم مهمل تبكيكم على (الحب اللي كان) .. جمعتكم مباركة.