إذا كان الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، قام بتهجير مئات الآلاف خارج فلسطين لتوطين اليهود محلهم، فإن الدولة الإيرانيّة قامت بعمل مماثل حين هجّرت العديد من الأحوازيين إلى العراق لإحلال الفرس في أراضيهم، وقامت بعمل مغاير حين هجّرت العرب إلى المناطق الإيرانية البعيدة. أمّا ما تبقى من الأحوازيين فتم تطويقهم بقوّة السلاح داخل الإقليم، لتعزلهم عن بقية مناطق العالم. واستغلت الدولة الإيرانية فرصة الثورات الأحوازية، لتهجّر قبائل عربية بأكملها إلى المناطق الإيرانية، مثلما حدث في سنة 1945 حين ثارت قبائل بني طرف على الاحتلال الإيراني، فتمّ تهجير أبناء تلك القبائل قسراً وسيراً على الأقدام ليقطعوا مئات الكيلومترات فهلك معظمهم في الطرق الوعرة، وحلّ محلهم المهاجرون الفرس في مستوطنة «يزدنو» أي «يزد الجديدة» نسبة إلى مدينة «يزد» الإيرانية، وغيرها من المستوطنات الفارسية. وعندما دارت رحى الحرب الإيرانية – العراقية (1980 – 1988) في إقليم الأحواز، فإن سكان مدن عبادان والمحمّرة والحويزة والخفاجيّة والحميديّة والأحواز ودور خوين والبسيتين والقرى المحيطة بها، كانوا قد نزحوا من جحيم الحرب، فانتهزت الدولة الإيرانية الفرصة لتنقلهم إلى المناطق الفارسية، وبعد انتهاء الحرب واجه المهاجرون صعوبات جمّة للعودة إلى مدنهم وقراهم التي دمّرتها الحرب، ولم تقدّم الدولة الإيرانية أي شيء من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة، وكل ما اهتمت به هو إعادة تشغيل مصفاة نفط عبادان وميناء المحمرة، لجلب المزيد من العمّال والفنيين والموظفين الفرس الوافدين، وتم توطينهم مع أسرهم في الأحواز.