جمعت الفنانة التشكيلية منال المعيوف بين تخصصها المهني الإنساني في التمريض العام، وموهبتها في الفن التشكيلي، حتى أصبحت خير أنموذج لمبدعات الأحساء، وتحلم منال بأن تكون لها بصمة فنية خاصة مؤثرة تخلّد فنها، حيث إن تعلقها بالريشة والألوان بدأ من المرحلة الابتدائية، فقد أحبت الرسم جداً، بدعم من معلمة التربية الفنية عائشة الكلثم، ثم معلمة المرحلة المتوسطة الأستاذة عائشة القريشي، التي كانت تستعين بها في رسم اللوحات وتشجعها على المشاركة في مسابقات المدرسة، كما كانت تحرص على الاحتفاظ بكراسة رسمها في نهاية العام الدراسي، بالإضافة إلى تشجيع الأهل والأصدقاء، بعدها بدأت رحلة صقل الموهبة وتطوير الذات من خلال الممارسة الدائمة، والبحث المستمر، والاطلاع على إبداعات الغير، والتواصل مع الفنانين والفنانات على شبكات التواصل الاجتماعي باختلاف الجنسيات والثقافات، للاستفادة من خبراتهم وانتقاداتهم. وتوضح منال أنها تجد نفسها في جميع مدارس الفن التشكيلي، مشيرة إلى رفضها حكر لوحاتها في توجه واحد، ومؤكدة على أهمية الفكرة بلوحاتها، معتبرة الحياة الملهم الأكبر لها، كما تعترف بميلها إلى الواقعية والسريالية كونها أقرب إلى الفهم بالنسبة للمتذوق، مبتعدة عن التعقيد، مضيفة أنها تسعى إلى رسم لوحات يشع منها الابتكار وتجمع بين البساطة والإبداع ليفهمها المثقف والعامي، وتؤكد المعيوف على أهمية تطويع الخيال في لوحاتها كأحد أهم أدوات الفنان التشكيلي، ومنهجها الجمع بين الخيال والواقع. وحول عنونة اللوحة وأهميتها للعمل الفني، ترى المعيوف أن الصورة أحياناً تكون أبلغ من الكلام، ولا يؤثر فيها مسمّاها، وفي أحيان أخرى العنوان يسهل للجمهور المغزى من اللوحة ويجعله ينظر إلى اللوحة من منظور الفنان. وتعتبر قلة الدعم الشبابي والفعاليات في المنطقة أهم معوقات الفن التشكيلي، مؤكدة على حاجتهم إلى دورات تدريبية، وورش عمل حكومية، ثم مؤسسات وجمعيات تشد على تلك الأيادي وتظهرها إلى النور، بالدعم القوي، وتكاتف الفنانين، تقول «لا ننسى أنه رغم كل الظروف حققت الفنانات التشكيليات نجاحاً كبيراً، حيث أصبحت للمرأة السعودية إنجازات مشرفة تنافس بها مثيلاتها حول العالم رغم قلة الدعم وتحفظاتها والعادات والتقاليد المحيطة بها». أما بالنسبة لها، فتوضح أنها ما زالت تطمح إلى الاحترافية، وتتمنى المشاركة في مهرجانات ومعارض مشتركة، فهي لا تفكر حالياً في معرض خاص كونها تطمح إلى أن يكون غير اعتيادي، وأن يشغل من حولها بصورة لافتة.