عُمان تلك الجغرافيا العزيزة على قلوبنا احتفلت بعيدها الوطني الثالث والأربعين الإثنين الماضي الثامن عشر من فبراير. علاقة المملكة وسلطنة عُمان ضاربة في العمق ومتجذرة على المستوى الشعبي والرسمي، فإضافة للتاريخ المشترك والجغرافيا المترابطة هناك اللغة الواحدة والدين الواحد، عُمان الطين «الآجر» والنقوش المجصصة، عُمان «الجلالي» و «الميراني»، عُمان مطرح وبيت المقحم وصلالة العشق. عُمان التجارة والصناعة التي تعود للألف الرابع قبل الميلاد حسب روايات التاريخ. أحد المراكز الحيوية على طريق الحرير بين شرق العالم وغربه عرفت بأسماء قديمة من أشهرها مجان ومزون ثم عُمان نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل وفي رواية أخرى إلى عُمان بن سبأ. تاريخ الدولة البوسعيدي الذي يعتبر جلالة السلطان الحالي قابوس بن سعيد رعاه الله امتداداً لها كانت بحق مفخرة لتلك المنطقة من العالم. نهض بعُمان هذا السلطان الحكيم الذي تخرّج في بواكير شبابه من كلية ساند هيرست في إنجلترا حتى أصبحت لؤلؤة تضيء الخليج العربي وساهمت بفعالية مع شقيقاتها الخمس في التقارب الخليجي على كافة الأصعدة. لعُمان وتاريخها وشعبها الأصيل الذي اشتهر بالفروسية والكرم مكانة خاصة في قلبي. محاطاً بكل ذلك العبق من التاريخ والمشاعر الجياشة حيال عمان، استقبلت كلمات الصديق العزيز الدكتور أحمد بن هلال البوسعيدي سفير السلطنة في الرياض على شكل دعوة لحضور استقبال اليوم الوطني في «قصر طريق» بحي السفارات. قلت له إن مثلي لا يحتاج «كروت» دعوة ليشارك الأحبة أفراحهم، فمحب مثلي يدفعه الشوق للقيا الأحبة دفعاً. لمن لا يعرف الدكتور أحمد أقول هذا الرجل دائرة معارف تسير على قدمين ومثال حي على جمال الروح والأدب الجم. ثقافة وسعة اطلاع، حباه الله محبة في قلوب الناس لم تمنح لغيره، قال الشيخ الصديق الوالد أحمد نايف الفيصل الجربا موجهاً كلامه لزميلي الدكتور محمد الغبين الذي حضر معي مهنئاً باليوم الوطني الدكتور أحمد هلال هو سفير عُمان وسفير المملكة العربية السعودية بذات الوقت فهو يمثل البلدين في الرياض وعُمان وفي أية جغرافيا يوجد فيها تعبيراً عن وحدة البلدين الشقيقين وعمق الروابط الاجتماعية والقبلية. وأضاف المستشار القانوني أحمد الباشا العواصي إن الدكتور أحمد بلباقته المعهودة وشعوره الوحدوي يعتبره أصدقاؤه السعوديون سفيراً سعودياً بامتياز. كان اليوم الوطني العُماني بحق عرساً جميلاً كرّس من خلاله السياسي المحنك البوسعيدي مفاهيم الوحدة الخليجية بشهادة كل من حضر من أبناء مجلس التعاون الخليجي، حيث إن القبول الاجتماعي هبة من الله يمنحها لبعض عباده ويختص بها أفراداً من خلقه وتلك ميزة تحسب له وتراها بكل وضوح لدماثة خلق الرجل واستنارة فكره. الحفاوة وحسن الضيافة ليست الميزة الوحيدة للرجل العُماني وهي محل تقدير وامتنان الجميع.