اتفق كل من الشيخ سعد البريك والشيخ حسن الصفار على ضرورة التعايش السلمي بين الطائفتين السنية والشيعية ، معتبرين ان ذلك ضرورة أمنية ومطلب شرعي. جاء ذلك خلال لقاء جمعها عبدالعزيز القاسم في برنامجه "البيان التالي" على قناة "دليل" الفضائية وذلك بعد صلاة الجمعة اليوم. وقد استهل الحديث الشيخ سعد البريك الذي أكد على ان الطائفة الشيعية تعيش بكرامتها كاقلية في السعودية ، في الوقت الذي تعاني منه الاقليات السنية في ايران والعراق من مشاكل طائفية سلبت كرامتها وحقوقها خصوصا في ايران. وفي حديث حول امكانية التعايش بين السنة والشيعة في المملكة انطلاقا من أن الوطن للجميع كما أكد ذلك خادم الحرمين الشريفين في كلمته أمام مجلس الشورى ، قال سعد البريك ان هذا ما ينعم به المواطنين ، مشيرا الى الى بعض الاسباب التي يمكن أن تكون معاول في تشويه المواطنة الحقيقية خصوصا بما يحمله التراث الشيعي من نصوص تشكل عوائق أمام تحقيق المواطنة والتعايش السلمي ، داعيا علماء الشيعة الى التبرء منها خصوصا وان هناك رموزا شيعية معتدلة داخل المملكة وخارجها قد أعلنوا التبرؤ منها خصوصا فيما يتعلق بتحريق القرآن وسب الصحاية وأمهات المؤمنين ، وتكفير كل من لا يؤمن بمبدأ الامامة الشيعية. وهو ما وافق عليه الشيخ حسن الصفار مؤكدا ان غالبية علماء الشيعة في الوقت الحاضر يسنكرونها ولا يعتقدون بما ورد فيها ، موضحا بان جل الشيعة لا يكفرون السنة ، ولا يسبون الصحابة أو أمهات المؤمنين ، كما ان القرآن الموجود لديهم هو ذات القرآن لدى أخوانهم السنة ، لكنه استدرك بانه اذا كان في التراث الشيعي ما يكون عائقا أو سببا في اعاقة التعايش فان التراث السني ايضا مليئ بالشوائب والتكفير ضد المذهب الشيعي ، ويرى الصفار عدم الاستغراق بالنظر الى التراث سواء عند الشيعة والسنة ، ويطالب بالقفز عليه ، وبداية صفحة جديدة لوضع اسس ومرتكزات للتعايش السلمي بين الطوائف . وقد عرج الشيخ الصفار الى انه من الواجب النظر الى ما تشعر به الطائفة الشيعية في السعودية من التمييز ضدها ، مؤكدا ان هذا التمييز ليس بالضرورة توجها من راسمي السياسة في السعودية ، ولكنه سلوك من بعض القائمين على بعض الجهات التي خدمات في المنطقة الشرقية . وضرب مثلا على ذلك ، وقال انه في حين ان المنطقة لا تعاني من اقامة مدارس اهلية للبنين في القطيف ، الا أنه يمنع الترخيص للمدارس الاهلية للبنات ، وقال ان هذا الفراق بين الترخيصين لا يمكن أن يكون سياسة من الدولة ولكنه تصرف من القائمين على الاجهزة التي تقدم تلك الخدمات . وحول المساجد الشيعية ، قال الصفار انه لا توجد مشكلة في القطيف أو الهفوف في هذه الناحية ، لكن المشكلة هو التعسف في عدم تلبية المواطنين الشيعية في بناء مساجد لهم خارج مناطقهم في الهفوفوالقطيف . وقال ان هذا التمييز ضد الشيعة ينتج عنه انفعلات غير محسوبة ، لكنه أكد ان هذه الانفعلات لم تصل بعد الى دائرة العنف. لكن الشيخ سعد البريك رد عليه ، بان ما يسمى بالتمييز هو ذاته ما يشعر به السنة في بعض مناطق المملكة خصوصا في المناطق الحدودية ، وأوضح أن أهالي منطقة جازان وهم سنة كانوا يشعرون بالتمييز ضدهم في توفير الخدمات ، ولم يلتفت لهم الا بعد حادثة مرض الوادي المتصدع. ويرى البريك ان احساس المواطنين الشيعة بالتمييز ضدهم اذا كان فعلا موجودا فهو بسبب قيامهم مرارا وتكرارا باقامة التعازي لذكرى ائئمتهم والنوح عليهم مما تولد اجواء الحزن شعورا بالمظلومية. لكن الشيخ الصفار عقب عليه ، وبين ان تلك المناسبات لا تقام للتعازي فقط ، موضحا ان هذه المناسبات تستغل للتوعية واقامة البرامج الدينية من محاضرات وندوات وفعاليات متنوعة.