ناقش برنامج (البيان التالي) على قناة (دليل) الجمعة 2 أبريل 2010، مسألة التقارب بين أتباع المذهبين السني والشيعي ، مستضيفا الدكتور سعد البريك ورجل الدين الشيعي حسن الصفار ، إذ قال البريك في بداية الحلقة : "إن التعايش لا يعني صفقة سلام لا نحصن بها أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها" ، مشيرا إلى حملات نشر المذهب الشيعي في أفريقيا وغانا ، واصفا التقارب ب "الخرافة" . وأوضح البريك أن التقارب انكشف في ظل اضطهاد السنة في إيران والعراق متسائلا : " كيف أقول بالتقارب وأنا أشهد مغالطات في المصادر لدى الشيعه ؟". وأثنى البريك نظيره في الحلقة ، رجل الدين الشيعي حسن الصفار على موقفه الجريء من تحريم الطعن في القران وتحريم سب الصحابه ولعنهم ، ناقلا بعض النصوص من التراث الشيعي التي تبرأ منها الصفار. من جانبه قال الصفار إنه سعيد بما ذهب إليه البريك في مسألة التعايش ، مبديا رغبته في ألا يتحول الحوار إلى حورار "عقدديا" ، مبينا أن نفي التحريف عن القرآن الكريم بات محل إجماع علماء الشيعة. وبسؤال مقدم البرنامج عبدالعزيز قاسم للصفار عن مسألة تكفير الصحابة أجاب الصفار : "من كفر الصحابه جاهلا بعد أن يناقش فقد كفر وهذا رأي أغلب علماء الشيعة" . وأبان الصفار أن السنة ليسوا مسؤولين عن تلك المظالم التي شهدها التاريخ ، وأن التاريخ السني والشيعي فيه من السلبيات التي ينبغي ألا يحمل أتباع المذهبين وزرها. مقدم البرنامج تطرق إلى ما دعا إليه نمر النمر وهو أحد مشائخ الشيعة في منطقة القطيف بانفصال المنطقة الشرقية عن الدولة السعودية ،وعلق ضيف الحوار سعد البريد ممتدحا الصفار بقوله "إن الشيخ حسن أصدر بينانا ضد مطالبة النمر" ، وفي مداخلة للقانوني صادق الجبران الذي سأله المقدم ب "أين موقفكم من نمر النمروأنه ليست هناك مواقف سوا بيان خجول من الصفار؟" أتت إجابة الجبران أن كثير من أبناء الشيعة أوضحوا موقفهم في هذا الشأن والأساس أن هذا الوطن – أي السعودية – للجميع . وقال الصفار حول قضايا التمييز العنصري والطائفي : "نريد أن نتلمس المشكلة حتى نعالجها ، لا أن نتاجر فيها" ، مشيرا إلى أنه لم تعد هناك مشكلة في النواقص حيث أخذت الصحف تطرح هذا الملف باستمرار . ، مشيرا إلى أن الشيعه في المجمل لم ينزلقوا في مزالق الارهاب والعنف . وأضاف موجها ً خطابه للبريك : " لا يرضيكم أن يظلم أحد وانتم تتفرجون على مظلمته" ليرد البريك منتقدا كثرة الحديث حول الظلم والتمييز العنصري بقوله : "الشعور بالظلم والمظالم هو نتيجة مناسبات الأحزان ، فحينما أبكي 12 أسبوعا في السنه و12 أربعينية ، فهذا يوقع في النفس عقدة (البرانويا) والإضطهاد والظلم". وبالعودة إلى قضايا التكفير والولاء للخارج قال البريك متسائلا : " لماذا تدرس كتب الشيعية التكفيرية إذا كانت مرفوضة؟" ، مستشهدا ً بعدة نقولات من هذه الكتب ، وأضاف : "نحن لا نملك أن نطلب من الشيعة قطع صلاتهم بمراجعهم في الخارج ، فمن حقهم أن يتواصلو مع مراجعهم تواصلا فقهيا شريطة ألا يكون الولاء سياسيا. ونفى الشيخ الصفار أن يكون قد سبق له أن درس كتابا ً فيه تكفير لأهل السنه أو أن هذه الكتب تدرس في الحوزات وقال في معرض رده على أن موقع السيستاني يحتوي على كتب تكفيرية : " لا يصح أن نحاسب السيستاني على ما تحتويه مكتبته الرقمية على الانترنت ، بل نحاسبه على أقواله وكتبه ". وفي مداخلة للدكتور محمد السعيدي تحدث خلالها بأن التراث الشيعي مخيف ولا يبعث على الطمأنينة ، وقال "إن حديث الصفار بأن أغلب علماء الشيعة لا يكفرون الصحابة يقع في باب عدم المصارحة من قبل الصفار" ناقلا عشرات النصوص من كتب الشيعه المشتملة على التكفير . وقال السعيدي : "هناك خطأ في التقدير لدى طلاب العلم الشرعي ممن يتحدث عن التعايش ، فحقوق المواطنة يتحدث فيها رجال الدولة ، أما طلاب العلم الشرعي فيتحدثون في حقوق المبتدع في الدولة ، ونحن لدينا أن الشيعة مبتدعة ، مالم يثبتوا عكس كذلك" مشيرا إلى أن التعايش ملموس على أرض الواقع قبل أن تتبلور مثل هذه الدعوات ، ولم يوجد من السنة ما يكدرها" . من جانبه علق الصفار على ذات الموضع بأن رجال الدين عليهم مسؤولية كبيرة في تشجيع التقارب والتعايش وإزالة كثير من التوجسات .