أكد وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات المكلف الدكتور عبدالله الموسى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بعد المرحلة الخامسة حقق أهدافه الوطنية، مشيراً إلى أن الطلاب نجحوا في تقديم أنفسهم كسفراء لبلادهم. وقال إن عدد الطلاب الملتحقين في هذا البرنامج بلغ أكثر من 70 ألف طالب وطالبة؛ يخضعون لمتابعة في أماكن دراستهم، موضحاً أن عدد الذين عادوا من البعثة منهم بلغ 1573 طالباً بسبب فشلهم دراسياً أو لتورطهم في قضايا أخلاقية. وأضاف أن الدورات التي تعقد للمبتعثين تم تطويرها بشكل يتناسب وطبيعة البلدان التي يسافرون إليها، مشيداً في الوقت ذاته بالخريجين الذين عادوا وهم يمثلون الدفعة الأولى وأنهم جميعهم وجدوا فرصة عمل تناسب اختصاصاتهم، وفيما يلي نص الحوار: ملامح المرحلة الخامسة *في البداية نرغب الحديث عن المرحلة الخامسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وأبرز ملامحه؟ - برنامج خادم الحرمين الشريفين هو عبارة عن خمس مراحل وصلنا إلى المرحلة الخامسة التي أتمنى ان لا تكون آخر مرحلة، لأن النتائج الحمد لله كانت إيجابية جداً، ففي هذه المرحلة تحديداً تم الإعلان عنها بفترة كافية وبعد أن تلقينا أوراق الطلاب تم قبول ثماني آلاف ومائتين وثلاثة وعشرين طالبا (8223)، وهؤلاء سيخضعون لدورة تدريبية في اللغة الانجليزية سيضاف لهذه الدورة التوعية بأضرار المخدرات قبل أن يسافروا. والآن بدأ الطلاب الدورة لمدة ثلاثة أشهر والتي يشارك فيها مسؤولون من وزارتي الداخلية والخارجية لإطلاع الطلاب على الجوانب القانونية والنظامية التي تخفى على البعض منهم، وفي هذه الدورة جعلنا يوماً كاملاً عن المخدرات وأضرارها على الطلبة وهذا يخل ضمن سياق تحصين الطالب قبل الذهاب إلى الخارج. *البرنامج في المرحلة الخامسة كم تقدم والأعداد التي قبلت وكم نسبة الرفض وما أسباب الرفض؟ - لم يرفض احد مستوفي للشروط، وعدد المتقدمين 169 ألف وبعد التدقيق اكتشفنا 12 موظفاً وهذا يتنافى مع الشروط الموضوعة بعدم ابتعاث الموظفين والخدمة المدنية أفادت بذلك، ثم أحضروا استقالاتهم وقبلنا طلباتهم من جديد، والدولة لم تقصر في حق الموظف وله حق الابتعاث عن طريق عمله. نتائج إيجابية * ذكرت في حديثك أن النتائج إيجابية في المراحل الخمس..والسؤال: أين تتمثل هذه الإيجابية؟ - نحن نقول إن الوزارة تنظر إلى الابتعاث على أنه اختراق ثقافي اجتماعي سياسي اقتصادي ولا ننظر إليه على أنه تواصل ثقافي فقط، وهؤلاء الطلاب هم سفراء لبلادهم، فنظرتنا للابتعاث هي نظرة شمولية، وبالفعل تحقق عن هذا العديد من الأهداف التي كنا نخطط لها سواء العلمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، فمثلاً مناسبة اليوم الوطني في المملكة أقمنا في عامين 475 تجمعا لطلابنا في الخارج للتعريف بالسعودية، فهذه ظاهرة ثقافية عملنا على تقديم المملكة بأجمل صورة، وعززنا الولاء والانتماء للطلبة وأوجدنا تواصلا علميا تجاريا ثقافيا. وحتى عندما نادى خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بحوار الأديان أقمنا أياما ثقافية عن المملكة وعن الدين الإسلامي وصار بيننا تنسيق مع الجامعات، وأصبح لنا يوم مثل غيرنا ولو حصل لنا أن ننفق ملايين الريالات على مثل هذه النشاطات لما استطعنا ذلك، إلى جانب تحقيقهم مراكز متقدمة سواءً في مجال الأبحاث والاكتشافات، إذا تم تسجيل العديد من براءات الاختراع بأسماء طلاب سعوديين، كما حقق طلابنا العديد من الامتيازات باختيار أبحاثهم ضمن أفضل البحوث في البلدان التي يدرسون فيها، وخير دليل على ذلك البحث الذي أنجزته إحدى طالباتنا في تخصص المخ والأعصاب، ومن الايجابيات أننا نجحنا في موازة معايير اليونسكو، فالمملكة سجلت رقم أربعة بعد الصين والهند وكوريا في الحراك الطلابي أي التبادل الثقافي التي تؤيده اليونسكو وهذا دليل على أن المملكة منفتحة مع العالم وأنها ترغب بالاستفادة من الحضارات أيضا، كما سجلنا الرقم واحد على مستوى الدول بالنسبة لعدد السكان في الحراك الطلابي العالمي، والمملكة تمد يدها للآخرين للاستفادة من خبراتهم، ونحن نمشي مع التوجهات العالمية التي تضعها اليونسكو وهذا يؤكد أننا لسنا منعزلين أو كما يتوقع البعض. كما لا يمكننا أن نتجاوز الجانب الإيجابي عند التخرج، ربما لا يعلم الكثير أن الطلاب الذين تخرجوا العام الماضي وعدهم 800 طالب قد التحقوا جميعهم في أماكن مرموقة كسابك والجامعات السعودية، ونسبة الهدر في الابتعاث لا يتجاوز 3 في المائة. سلبيات الممارسة •وما المقصود بنسبة الهدر؟ - يعني الفشل إما لسبب أكاديمي أو سوء سلوك أو سوء أخلاق، وهذا لا يشكل سوى 3% من العدد الكلي للطلاب والطالبات، وهو معدل طبيعي، بل بالعكس يعني نجاح البرنامج. *ما ابرز السلبيات التي واجهتموها خلال الخمس سنوات الماضية؟ - كنت قبل فترة في مجلس الشورى عندما سئلت مثل هذا السؤال ضربت لهم مثالاً عن الحوادث التي يتعرض لها الطلاب السعوديون، وقلت إننا في أي مدينة سعودية تماثل عدد السعوديين بالخارج المنضوين تحت مظلة البعثات والبالغ عددهم 170 ألفاً وهذا يعادل عدد سكان مدينة ما مثلاً، فكم حالة تسجل من مخالفة مرورية ومن سجن ومن طلاق ومن قضايا شرطة، وحين أصبح لدينا حادث بالهند لم تقصر الصحف في التحدث عنه وكأنهم وجدوا ممسكا على برنامج الابتعاث. الواقع أننا لم نسجل سوى117 حالة سلوكية واخلاقية خلال الأربع سنوات الماضية، وكان دورنا أن انهينا بعثات من ارتكب مثل هذه المخالفات. •بالنسبة للمضايقات التي تعرض لها الطلاب ماهو موقفكم منها؟ - هذه نادرة جدا وسببها الطلاب لأنهم يذهبون لأماكن مشبوهة. وسائل التواصل ومواجهة المشكلات *وكالة شؤون البعثات مهمتها تجهيز الطلبة ومتابعتهم فهل تتضمن أدواركم المتابعة أم هل ينتهي دوركم اذا أوصلت الطالب إلى مكان دراسته؟ - لا... الطالب يخضع لبرنامج اعداد قبل أن يسافر ثم يتولاه الملحق الثقافي والمتابعة، نعم نعترف نحن ان الجهد الذي نقوم به فوق طاقتنا والوزارة كان أمامها خياران الأول نبتعث ألفين طالب ونوفر لهم كل شيء والخيار ابتعاث سبعين ألف وتتحمل تبعات هذا الخيار، فكان الخيار الثاني هو الأنسب، وهذا يعني أننا كونا جامعة جديدة بادارتها وتنظيمها وهذا جهد خارق، ويعني الآن العدد أكثر من سبعين ألف في الخارج وهذا يفوق عدد أي طلاب في أي جامعة ومع البرنامج الجديد سيصلون إلى 80 ألف، ونحن لا نترك الطلاب يواجهون حياتهم الجديدة بمفردهم، نحن نستعين بأعضاء مجلس الشورى ومدراء جامعات سابقين واساتذة جامعات ومختصين في الجوانب الشرعية للقيام بزيارات للطلاب في امكان دراستهم ولدينا لجان تتابع وتلتقي بالطلاب وتتلمس مشاكلهم لكن الطلبة يريدون كل شي بسهولة، ولو تبحث عن مشاكل الطلبة تجدها صادرة من تلقاء نفسه وأبرزها تغيير التخصص أو لديه نسب غياب كبيرة، المؤكد أن حوالي 60 ألفاً من ال 70 ألفاً ليس لديهم مشاكل. وهنا يجدر بي أن أضرب مثالاً يوضح بعض المشاكل التي يختلقها الطلاب إذ جاء مجموعة منهم للملحق الثقافي في بريطانيا وقالوا دخل رمضان ونريد أن تقدم المكافأة وعرض الموضوع على الوزير فوافق مشكورا وتم تقديمها خمسة ايام، ثم لما انقضى رمضان وجاء الشهر الذي يليه نزلت المكافأة في موعدها السابق يعني صار عندهم تأخر بحدود شهر وسبعة أيام فواجهنا مقدمة حملة شنيعة، متذمرين من تأخر المكافأة علماً انها لم تتأخر إنما تقدمت في الشهر السابق. بعض الطلبة لديهم بعض المشاكل لا نستطيع حلها لأنه هو من أوجد المشكلة، فنحن نضحي بفرد ولا نضحي بوطن وفعلا أعدنا كل طالب حاول المساس بالوطن أو أساء لدينه ووطنه ولدينا في هذا الصدد 1573 طالباً خالفوا النظم وتمت إعادتهم. مرحلة ما بعد الثانوية! *ما الفرق بين بعثات السبعينيات والثمانينيات والآن؟ - بعثات السبعينيات والثمانينيات كانت موجهة إلى أمريكا وبريطانيا وكندا، وأيضاً كانت التخصصات محدودة أم الآن فالتخصصات تنوعت وحرصنا على أن تكون الجامعات مرموقة وتنوعت الدول وفق الاحتياجات الإدارية والمالية وهي شبه مدروسة وفق معايير اليونيسكو وتوجه العالم ونحن نؤمن إن الموارد البشرية هي النفط القادم. *هل سيعاد الابتعاث لمرحلة ما بعد الثانوي؟ - لا يوجد هناك بعثات ما بعد الثانوي سوى في المرحلتين الأولى والثانية لان البرنامج كان فيه نسبة وتناسب فقط، وأما المراحل الثالثة والرابعة والخامسة كلها تركزت على الماجستير والدكتوراه والزمالة الطبية، والبعثات وتنظيماتها المقتصرة على طلاب الدراسات العليا أحدثت وعياً لأولياء الأمور إذ بدأوا يرسلون أبناءهم بعد المرحلة الثانوية وبعد أن ينهي دراسة اللغة ينضم من هناك للبعثة بعد استيفاء الشروط ويدخل في الابتعاث. بيروقراطية مرفوضة *هناك بعض الاتهامات للبرنامج خصوصاً في مسألة البيروقراطية في مراجعات الطلاب.. كيف ترد على هذا الاتهام؟ - أنا لم أر هذه البيروقراطية ابدا لأن الطالب وهو في بيته يقدم ويدخل بياناته من الانترنت، كما أننا في الوزارة زرنا 6 مناطق في المملكة لتدقيق الطلبات التي وصلتنا من الطلاب، ومن حقنا أن نتحقق من الجامعات ومطابقة الاسم الرباعي مع الهوية الوطنية من المركز الوطني بوزارة الداخلية والتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية لمعرفة هل الطالب موظف أم لا. الاحتفال بالخريجين *احتفلتم بتخريج أول دفعة من المبتعثين ما مدى رضاكم عن هذه الدفعة من ناحية العدد؟ - عدد المتخرجين 825 جميعهم توظفوا، وجامعة القصيم بمفردها عينت تقريبا 100 منهم، وسابك والخطوط السعودية والاتصالات السعودية وظفت نسبة ممتازة كذلك، ونحن نطلق عليها "فاتحة خير" ومؤشر ايجابي، وفي فبراير المقبل سنحتفل مع الوزير بتخرج جديد في أستراليا. أوكرانيا نموذجاً! *لماذا أبعدتم استراليا وبريطانيا من قائمة الدول المرشحة للابتعاث؟ - لأن العدد كبير، ولنا حد معين، وهناك متابعة من اللجان، ولدينا لجنة تتكون من 30 عضو تدريس لمراقبة الجودة، كما أن هناك متابعة، فمثلاً كنا في الصيف الماضي في أوكرانيا وزرنا الجامعات ووجدناها على درجة عالية من الاحترام، لكن الممارسات خاطئة!. *مثل ماذا الممارسات الخاطئة؟ -التساهل مع الطلبة في الحضور والغياب ولكن تجهيزاتها جيدة. *بدأتم بإرسال الطلبة للدراسات العليا في ألمانيا والسويد بشرط أن يدرسوا بلغة البلد نفسها ما الهدف من هذا؟ - نرغب بالاحتكاك الثقافي، وهذا ما حدث في الصين واليابان وكوريا، ونريد اختراق في اللغة، ونحن لا نعترف بالبرنامج الذي يدرس بغير لغة البلد الا أن يجاز من عندنا، فليس معقولاً أن تدرس القانون في فرنسا بغير اللغة الفرنسية لا بد ان تكون الدراسة بلغة البلد ويدرس لمواطني تلك الدولة. * انتم في الدورات تدرسون لغة انجليزية لمدة ثلاثة أشهر، علماً بأن الكثير من الطلبة سيبتعثون إلى دول لا تكون لغتها الأصلية الانجليزية؟ - أوافقك في هذا الموضوع، لكن نسبة الطلبة الذين سيدرسون لغة انجليزية يشكلون 90 في المائة، ونحن نراعي في الطلاب الذي سيتوجهون إلى دول لا تتحدث اللغة الانجليزية بأن نحضر لهم أناسا درسوا في هذه الدول. *الطلاب الذين يتبعون ويدرسون في دول عربية كيف رضاكم عن تحصيلهم التعليمي وما مدى رضاكم عنهم وعن الجامعات؟ - الجامعات العربية لها تنظيم صدر منذ 15 سنة وبها جامعات جيدة ونحن وقفنا على بعض الجامعات الأهلية في الدول العربية، وفي إحدى الدول أوقفنا 63 تخصصا لعدم مطابقتها لمعايير اعتمادناها، ونحن نفضل الجامعات الحكومية ولدينا اتفاقيات مع جامعات في البحرين وفي الأردن. اتفاقيات تعاون *وماذا عن الجامعات الأمريكية في الوطن العربي؟ -البعض معتمد لدينا ومنها وغير معتمد والمعتمد له شروطه. * بالنسبة للابتعاث للجامعات الاهلية الداخلية كيف تنظيمها؟ - هذا عند التعليم الاهلي وليس من اختصاصنا. *وماذا عن ذوي الاحتياجات الخاصة وكيف يتم معاملته؟ - لدينا اتفاقية مع مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية ومركز الأمير سلطان بن سلمان للمعاقين، إلى جانب 14 برنامجا مشتركا مع هيئة الغذاء والدواء وهيئة الطيران الملكي والطاقة والغاز وإستراتيجية الفقر ومركز الإعاقة والكلى وجمعية انسان وخصصنا لهم الكثير من المقاعد. •إذا ما طبيعة الدراسات التي أجريتموها؟ - عملنا أكثر من عشرين دراسة تتبعية منها دراسة تقويمية للبلد الجديد وتجاربنا الجديدة في استراليا وهولندا وماليزيا وعندنا خمس عشرة دراسة للمشكلات الاجتماعية والمشكلات التي يواجهها المبتعثون وكلها ايجابية. •كم دولة تدخل ضمن الدول التي تبعثون الطلاب إليها؟ -اربع وعشرون دولة. *وما افضل الدول في مجال الطب؟ -الطب في جامعات لندن وجامعة ماستريخ في هولندا ولدينا فيها ثمانون مقعدا، ولدينا في الزمالة الطبية في جامعة في كندا 300 مقعد. * هل في نيتكم زيادة دول الابتعاث؟ -لا لكن عندنا دراسات لبعض الدول. *جنوب افريقيا مثلا أو دول أميركا الجنوبية؟ -كنت في لقاء مع سفير جنوب افريقيا وربما ندخلها. *ما مدى نجاح الدول الجديدة كوريا اليابان الصين والهند؟ - في اليابان تصور أن نسبة إخفاق طلابنا لا تتجاوز واحد في المائة وهم ثلاثة طلبة، ومن خلال دراستنا وجدنا أن الطلاب الذي يذهبون الى هذه الدول جادون وبالتالي فمن النادر أن تجد طلاباً يخفقون لأن نظام التعليم هناك قوي واثر عليهم هذا النظام ايجابيا وأما الهند فلا بأس بالوضع حتى الآن. *في نهاية الحوار هل من كلمة أخيرة ؟ - أنا أرى برنامج الابتعاث ايجابي للغاية، وأي عمل لا بد فيه من الخطأ ولا يتوقع الطالب أننا لا نخطيء، فالوزارة أخذت الخيار الأصعب، ولكن الطالب هو من يستطيع تكييف نفسه ولا يحتاج الى الملحق وعلى الطلبة ان يتعاونوا معنا.