91 في المائة من المشاركين في استبيان المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي دور القطاع الصحي الخاص في المسؤولية الاجتماعية بأنه ناقص ولا يقوم بدوره كما يجب تجاه خدمة المجتمع وتوعية الأفراد . وعدد مختصون أسباب قصور الأداء الاجتماعي للقطاع الصحي في انحصار دور الأطباء والعاملين في المجال داخل أبنية المشافي والمستوصفات , دون القيام بمبادرات صحية تمس أفراد المجتمع بشكل مباشر . وقالت الدكتورة لبنى الأنصاري الأستاذة المشاركة في قسم طب العائلة والمجتمع في جامعة الملك سعود أن نتيجة الاستبيان تبدو منطقية إلى حد بعيد بالنظر إلى انعدام المبادرات الصحية تجاه المجتمع مضيفة أن الندوات والمؤتمرات الطبية التي تزخر بها المشافي العامة والخاصة من الممكن أن تقوم بدورها التثقيفي الصحي لو خرجت من أسوارها مباشرة إلى الأماكن الأهلية وداخل الأحياء السكنية . وأضافت الأنصاري إلى أن هذه الأفكار تحتاج عند تطبيقها إلى تعاون واضح بين القطاع الصحي ومراكز الأحياء والمجالس البلدية خاصة في نشر الثقافة الاحترازية والوقائية ضد الأمراض والأوبئة من خلال تنظيم الورش والندوات بمعية الأهالي وداخل الأحياء مشيرة إلى أنه بالإمكان تفعيل دور طبيب الأسرة كجزء من العمل الصحي الاجتماعي والذي يجب أن تبدأ المؤسسة الصحية في القيام به . وأظهر الاستبيان الذي أتى بعد مرور شهرين على تعيين وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة مدى تلهف مختلف فئات المجتمع لدور صحي أكثر تأثيراً داخل المجتمع , خاصة وأن الوزير الجديد يحمل أفكار تلمس التكافل وعبر عنها غير مرة وألمح إلى ضرورة البدء في تطبيق برنامج لطبيب الأسرة من خلال المراكز الصحية داخل الأحياء . وتعود الأستاذة المشاركة في قسم طب العائلة والمجتمع في جامعة الملك سعود للتأكيد على افتقاد الدور الوقائي داخل المجتمع بسبب ضعف الرعاية الصحية الأولية وعدم إلمام الأطباء العاملين داخل المراكز الصحية بدور طبيب الأسرة وهو ما يفرض بحسب الأنصاري ضرورة العمل على تنمية طلاب كلية الطب تجاه التعامل مع الظروف الاجتماعية الصحية والقيام بأنشطة أهلية بغرض توسيع دائرة الوقاية ومد الناس بالمزيد من المعلومات الصحية اللازمة . كما أوضحت هديل عبدالرزاق بوقري الرئيس التنفيذي لشركة ديرتي الغالية و المشرف العام على المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي إلى أهمية فتح المجال أمام العامة للإطلاع على البحوث الطبية من خلال آلية يمكن أن تشترك فيها الجامعات المحلية والقطاعات الصحية لافتة إلى أن هذه البحوث عملت من أجل العامة ومن الظلم أن تبقى بعيدة عن القراءة أو فقط في متناول العاملين والموظفين الصحيين والذين غالباً لا يهتمون في قراءتها أو حتى محاولة الإطلاع على ما تضمنته من معلومات ونتائج طبية جديدة . وتبرز الحاجة بحسب مشاركين في الاستبيان إلى ضرورة مد جسور التعاون بين المجالس البلدية ومراكز الأحياء إضافة إلى القطاع الصحي ممثلاً بشقيه الحكومي والخاص من أجل تبني مبادرات وأفكار تغذي المجتمع بما يلزمه من معلومات صحية وإجراءات وقائية لتوخي الأمراض وكذلك الاحتراز وامتلاك الخلفية الطبية التي قد تعين الأفراد المحليين في مواجهة بعض المشاكل الصحية التي قد تنشأ داخل المنزل أو الحي . وتتخلص أهدف الاستبيان الوطني والذي أطلق قبل نحو شهرين في دارسة الإجابات التي تحصل عليها وبناء سجل معلوماتي حول القضايا الاجتماعية وسبل تطوير العمل الاجتماعي وتعميق مبادئ مفهوم التكافل داخل المجتمع عن طريق فريق متخصص إضافة إلى عمل الدارسات اللازمة والتي تهدف في مجملها إلى إيجاد الخطط المناسبة والبرامج اللازمة من أجل فتح آفاق جديدة لتنمية الإنسان محلياً وتطوير بيئته وتعزيز فكرة المنفعة الاجتماعية والعطاء الذكي بما يخدم المصلحة العامة داخل المجتمع السعودي .