اغتيل أمس النائب السني المعروف باعتداله، رئيس كتلة «التوافق» البرلمانية حارث العبيدي، بعد انتقاده في آخر خطبة أمس «عمليات الاعتقال العشوائي وتعرض المعتقلين للتعذيب»، مطالباً «باطلاق الذين لم تثبت ادانتهم». وقتل في الحادث خمسة آخرون وسقط 12 جريحاً. ودان رئيس الوزراء نوري المالكي الحادث، معتبراً انه «محاولة خائبة لزرع الفتنة الطائفية». وأوضح مصدر أمني أن «فتى في الخامسة عشرة تقريباً، اقتحم المسجد وتوجه مباشرة الى العبيدي واغتاله بالرصاص مع أحد حراسه». واضاف ان الفتى «ألقى بعد ذلك قنبلة على المصلين الذين احاطوا به قبل ان يحاول الفرار، ما ادى الى قتل ثلاثة واصابة 12 آخرين بجروح». واكد شاهد أن الفتى «اقترب من امامنا بينما كان النائب يصافح المصلين مع حارسه الشخصي». واضاف انه «اطلق النار وقتل العبيدي وحارسه الشخصي ثم هرع الى الخارج حيث ألقى قنبلة يدوية على حراس كانوا هناك فأطلقوا عليه النار وجرحوه. وعندما وجد انه لا يستطيع الافلات منهم فجر قنبلة يدوية وقتل نفسه». وأمر المالكي بتشكيل لجنة تحقيق «لكشف خيوط العصابة الإرهابية التي نفذت جريمة اغتيال رئيس كتلة التوافق وعضو مجلس النواب وتقديمهم للعدالة» ووصف العملية ب «الجريمة الجبانة المستنكرة»، واعتبرها «محاولة خائبة لزرع الفتنة الطائفية واثبات وجود للمنظمات الارهابية التي تلقت ضربات قاصمة على يد ابناء قواتنا المسلحة». وشدد على أن «هذه الجريمة البشعة لن تثني شعبنا وقواه الوطنية (...) اننا مصممون على التصدي للمجرمين والارهابيين الذين يستهدفون وحدة الشعب العراقي وأمنه واستقراره». وكان العبيدي عضواً في «الحزب الاسلامي» ورئيس الكتلة البرلمانية لجبهة «التوافق» وهي اكبر تحالف للاحزاب السنية في مجلس النواب. وهو من مواليد 1966 وكان نائب رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الانسان. وحمل الناطق باسم الجبهة سليم عبدالله الجبوري «جهة خارجة عن القانون» مسؤولية قتله، واستهداف «الرموز المعتدلة التي تطالب بحقوق الناس». واضاف ان «هذا ثمن تدفعه الجبهة لمطالبتها بحقوق الآخرين ولن يثنينا هذا العمل الجبان عن العزم على مواصلة الطريق»، متهماً «جهة تريد ان تخلط الأوراق باستهداف هذه الشخصية المعتدلة». وقال اسامة التكريتي الامين العام، ل «لحزب الاسلامي» الذي ينتمي اليه العبيدي: «نتوقع في كل لحظة سقوط شهيد بسبب العداوة المستفحلة لدى الجهات الحاقدة على الاستقرار في البلد وسيادة الأمن فيه والتي تزيد الامور اضطراباً وتوتراً». وأكد ان العبيدي «كان رمزاً وطنياً اسلامياً وكان صوته في البرلمان عالياً، صوت العراق المخلص من اجل حقوق الانسان ومعاناة المواطن». وكان العبيدي طالب مع نواب اخرين، عشية اغتياله، خلال مناقشات في البرلمان بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في حالات تعذيب واغتصاب ووفاة تعرض لها سجناء عراقيون.