ربطت «جبهة التوافق» السنية بين اغتيال رئيس كتلتها البرلمانية الشيخ حارث العبيدي وعمله نائباً لرئيس لجنة حقوق الانسان واعتبر الوقف السنّي اغتياله «محاولة لإسكات الاصوات التي كشفت ما يحدث في السجون». وكان العبيدي اغتيل أمس بعد انتهائه من صلاة الجمعة و خروجه من جامع الشواف في منطقة اليرموك غرب بغداد. وتسلّل المهاجم، على ما أفاد شهود الى الجامع وألقى قنبلة يدوية في اتجاهه، ثم بدأ اطلاق النار من مسدسه. وقالت الشرطة إن القاتل «صبي في الخامسة عشرة». وأوضحت انه «اطلق نار مسدسه على الشيخ العبيدي عند مدخل جامع الشواف اثناء مصافحته المصلين وتمكن من قتله مع احد افراد حمايته»، مشيرة الى ان «القاتل رمي رمانة يدوية على المصلين، ما ادى الى مقتل ثلاثة واصابة 12 اخرين بجروح قبل ان يقتله حراس الجامع». وانتقد العبيدي في آخر خطبة أمس «عمليات الاعتقال العشوائي وتعرض المعتقلين للتعذيب»، مطالبا «بإطلاق الذين لم تثبت إدانتهم». وشكلت «قيادة العمليات في بغداد لجنة تحقيق لكشف ملابسات الاغتيال ومعرفة الجهات التي تقف وراءها. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ان «هذه الجريمة الجبانة المستنكرة محاولة خائبة لزرع الفتنة الطائفية، واثبات وجود للمنظمات الارهابية التي تلقت ضربات قاصمة»، موضحا ان «هذه الجريمة البشعة لن تثني شعبنا وقواه الوطنية عن مواصلة الطريق مهما بلغت التضحيات». من جهته ربط الناطق باسم جبهة «التوافق» سليم الجبوري بين اغتيال العبيدي وعمله في لجنة حقوق الانسان في البرلمان. وقال ل «الحياة» إن «اغتيال الشيخ حارث غير بعيد عن عمله كنائب رئيس لجنة حقوق الانسان». واضاف ان «هناك اطرافا تستخدم الاسلوب ذاته الذي تستخدمه القاعدة للتغطية على افعالها»، متسائلا عن «كيفية وصول المسلح الى العبيدي وسط الكثير من الحواجز الامنية التي تحيط بالجامع». واتهم النائب عن جبهة «التوافق» احمد العلواني اطرافاً اقليمية بالوقوف وراء الحادث. واوضح في تصريح الى «الحياة» ان «ايران تستخدم تنظيم القاعدة لاستهداف رموز السنّة»، مرجحا ان «يتم اغتيال قيادات اخرى في جبهة التوافق». وكان العبيدي من النواب المستقلين في «التوافق»، وهو خريج كلية الشريعة ويحسب على المعتدلين وتوصف خطب الجمعة التي يلقيها اسبوعيا في جامع الشواف بالاعتدال. إلى ذلك، اعتبر نائب رئيس ديوان الوقف السنّي الشيخ محمود الصميدعي في تصريح الى «الحياة» ان «الهدف من الاغتيال هو اسكات الاصوات التي كشفت ما يحدث في السجون العراقية والاميركية»، مؤكدا انها «محاولة لإعادة الطائفية وإشعال نارها مرة اخرى». ونعى حزب «الدعوة» الذي يتزعمه المالكي العبيدي. واكد في بيان ان «طغمة إرهابية حاقدة تريد إعادة العراق إلى عهود الديكتاتورية والظلام وتسعى لتفريق أبناء الوطن الواحد والإيقاع بين أبنائه المخلصين هي التي اغتالته». واصدرت معظم الكتل والاحزاب العراقية امس بيانات استنكار للحادث. على الصعيد الأمني أيضاً، اعلنت مصادر مقتل ثلاثة عراقيين بينهم فتاة، في هجومين منفصلين في بغداد وديالى. وقال مصدر في الشرطة إن «شخصين قتلا واصيب عشرة آخرون بانفجار عبوة». واوضح ان «الانفجار وقع صباحا في الشارع الرئيسي في منطقة بغداد الجديدة (شرق)». وفي هجوم آخر، دهم مسلحون مجهولون منزل عسكري عراقي وقتلوا ابنته واصابوا زوجته، واوضح مصدر أمني ان «المسلحين دهموا في ساعة متأخرة من ليلة الخميس - الجمعة، منزل جندي في ناحية بلدروز جنوب شرقي بعقوبة وقتلوا ابنته (17 عاما)». كما ادى الهجوم الى اصابة الأم بجروح بليغة.