يترقب تجار الحديد في الأسواق العالمية حسم المفاوضات التي تجري بين أكبر مصنعي الحديد في العالم وموردي خام هذه السلعة, حيث يطالب الطرف الأول بتخفيض أسعار الخام 40 في المائة في العقود الجديدة في ظل انخفاض الطلب على المنتج عالميا فيما وعد الأخير بالنظر في الوضع إلا أنه لم يتطرق لنسبة تخفيض محددة. ويؤكد مستثمرون سعوديون أن العقود السنوية التي تبرم بين المصانع العالمية للحديد وشركات مناجم خام الحديد يفترض أن تبدأ في الأول من نيسان (أبريل) الجاري إلا أن الخلافات حول نسبة التخفيض حالت دون البدء في العقود الجديدة والسوق لا تزال تتعامل بالعقود السابقة وتوقع محمد بن صالح الجبر نائب الرئيس للشرق الأوسط والعضو المنتدب لشركة أرسيلور ميتال العالمية للحديد والصلب، في تصريح ل "الاقتصادية"،أن تبرم العقود الجديدة لخام الحديد في مستوى سعري أقل من الأسعار السابقة ومن المتوقع أن تعلن الأسعار الجديدة خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن الطلب على الحديد شهد انخفاضا بسبب الأزمة العالمية من جانبه أشار خالد الدخيل رئيس المصنع الحديث للحديد، إلى أنه تلقى معلومات من الموردين في الخارج تؤكد تمسك شركات مناجم الحديد بعدم تخفيض الأسعار وإصرار مصانع الحديد على تخفيضها في حدود 40 في المائة، مشير إلى أن السوق تنتظر نتائج المفاوضات التي لم تنجم عنها أي نتائج في الوقت الحالي لكنه توقع حسمها قبل نهاية حزيران (يونيو). وأضاف أن أسعار خام الحديد مرشحة للانخفاض في تعاقدات هذا العام بنحو 30 في المائة مما سيساهم في تخفيض التكاليف والأسعار النهائية لمنتجات الحديد بنحو 10 في المائة، أي بمبلغ 200 ريال للطن. وكانت أسعار الحديد قد ارتفعت بزيادة 150 ريالا في كانون الثاني (يناير) الماضي، تماشياً مع ارتفاع في الأسعار العالمية إلا أنها ما لبثت أن انخفضت في منتصف شباط (فبراير) حيث تبين أن ارتفاع الأسعار العالمية كان بسبب توقعات زيادة الطلب وليس الطلب الفعلي. ومع انخفاض الأسعار حتى منتصف آذار (مارس) أقدم كثير من التجار على الشراء لاعتقادهم بأن الأسعار لن تنخفض أقل مما حصل. ومرة أخرى ارتفعت الأسعار في حدود أسعار بداية كانون الأول (يناير)، التي كانت تراوح حول 480 دولارا للطن. وتوقع عدد من المستثمرين في تجارة الحديد والصلب في السعودية أن يتجاوز استهلاك الحديد خلال السنوات الثلاث المقبلة 36 مليون طن، بزيادة 13 مليون طن على السنوات الثلاث الماضية، التي بلغ حجم الاستهلاك خلالها 23 مليون طن. وأرجع المستثمرون هذه التوقعات إلى ما تشهده البلاد في الوقت الحاضر من توسع كبير في النهضة العمرانية، وازدياد المشاريع الحيوية الكبيرة التي أدت إلى زيادة الطلب على الحديد. ويبلغ إجمالي إنتاج الحديد المسلح في السعودية 4.7 مليون طن سنويا، وتستحوذ "سابك" على النسبة الأكبر من الطاقة الإنتاجية للمصانع للسعودية بإنتاج 2.8 مليون طن سنوياً، يأتي بعدها مصنع الاتفاق بطاقة إنتاجية تبلغ 1.3 مليون طن، فيما تبلغ إنتاجية مصنع الراجحي 500 ألف طن، المكيرش 300 ألف طن، بينما يبلغ إنتاج اليمامة 500 ألف طن، و100 ألف طن من الحصة الإنتاجية لمصنع الجوهرة. ويتوقع المختصون في تجارة الحديد أن يبلغ الإنتاج السنوي خلال السنوات الثلاث المقبلة، أكثر من سبعة ملايين طن سنويا، بزيادة قدرها 3.5 مليون طن على إنتاج الفترة الماضية فيما يتوقع أن يكون حجم الاستهلاك خلالها أكثر من 12 مليون طن سنويا.