نفى السفير المصري في تل أبيب ياسر رضا أن يكون حمّل النائب الدرزي عن حزب «ليكود» أيوب القرا رسالة إلى زعيم حزبه رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتانياهو رسالة تقول إن مصر مستعدة للتعاون مع الأخير «على أساس ممارساته لا تصريحاته»، وأنه ستتم دعوته لزيارتها، وان القاهرة مستعدة أيضاً لنسيان التصريحات العدائية لزعيم «إسرائيل بيتنا» المرشح لتولي حقيبة الخارجية أفيغدور ليبرمان. وقال رضا في بيان عممه على وسائل الإعلام أمس إن ما نشرته صحيفة «هآرتس» نقلاً عن القرا «غير دقيق جملة وتفصيلاً»، وانه في ما يتعلق بدعوة نتانياهو لزيارة القاهرة «فإن القيادة السياسية المصرية هي التي تبت في هذا الموضوع، وليس السفير». وأضاف أنه «من السابق لأوانه الحديث عن زيارة رئيس وزراء لحكومة لم تشكل بعد». وأشار البيان إلى أن لقاء القرا مع السفير المصري في تل أبيب، الذي اعتمدته «هآرتس» في خبرها، لم يتطرق أبداً إلى موضوع ليبرمان. وقال إن القرا «غير مخول نقل رسائل أو تصريحات عن السفير المصري، وإذا ما أراد السفير نقل رسائل فإنه سيتحدث بنفسه إلى القيادات الإسرائيلية مباشرة». وكان ليبرمان دعا إلى قصف السد العالي في أسوان، كما هاجم الرئيس المصري حسني مبارك لعدم قيامه بزيارة إسرائيل منذ توليه منصبه، وقال: «ليذهب إلى الجحيم». وبحسب «هآرتس»، فإن القاهرة لا تخفي توجسها من حكومة نتانياهو. وأشارت إلى أن مصر بعثت برسائل واضحة إلى رئيس الوزراء المكلف عشية الانتخابات تؤكد فيها أن شعاره القاضي ب «السلام الاقتصادي» ليس مقبولاً لديها، بل يمس بدفع العملية السياسية والاستقرار الإقليمي، وتشدد على الموقف المصري القاضي بوجوب أن تمنح إسرائيل الفلسطينيين أفقاً سياسياً واضحاً في إطار المفاوضات بين الطرفين. ولفتت الصحيفة إلى أن الرسالة المصرية أكدت رفض الأصوات المرتفعة في اليمين الإسرائيلي التي تطالب بتحمل مصر المسؤولية عن قطاع غزة، «بل تؤكد وجوب أن تكون أجزاء الأراضي الفلسطينية كافة وحدة عضوية واحدة في نظر إسرائيل والعالم كله». وأشارت «هآرتس» إلى تراجع التعاون بين مصر وإسرائيل في مختلف المجالات منذ العدوان الأخير على غزة. وكتبت أنه باستثناء الاتصالات مع الأوساط القريبة من رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، فإن «التعاون الذي يحظى به الديبلوماسيون الإسرائيليون في القاهرة يكاد يكون معدوماً».