تدرس وزارة الداخلية عبر لجان مختلفة، إيجاد عقوبات بديلة عن التوقيف والسجن في بعض القضايا مثل السجون والشرط والمرور. وكشف مدير الإدارة العامة للمرور اللواء فهد بن سعود البشر عن وجود جهات في وزارة الداخلية، تدرس حاليا تنفيذ عقوبات بديلة، تساهم في خدمة المجتمع، منها مصلحة السجون، وديوان الوزارة، والشرط ، وإدارة للمرور، لافتا أن تنفيذ تلك العقوبات البديلة، ستترك للجهات العدلية والمحاكم. وقدر البشر خلال حلقة نقاش نظمتها كلية الملك فهد الأمنية في الرياض أمس، تحت عنوان «نظام المرور الجديد بين الواقع والمأمول» كلفة نظام «ساهر» لرصد المخالفات المرورية آليا، بملياري ريال، وهو النظام الذي تتوزع كاميرات كمرحلة أولى في 11 منطقة إدارية، إضافة إلى الكاميرات بين الطرق. واعترف اللواء البشر أن قرار تطبيق حزام الأمان، بدأ يتراجع عن السابق، حيث شهد بدايته تطبيقا بالصرامة، مشيرا إلى منع رجل المرور من سحب رخصة قيادة قائد المركبة، ومن يثبت قيامه بذلك من رجال المرور، يعاقب مسلكيا، في حين تعمل الهيئات المرورية الموجودة في كل إدارة مرور، مع المحاكم المرورية في النظر في التجاوزات التي تصدر من رجال المرور. ووصف اللواء البشر ما تشهده البلاد من تزايد في الحوادث المرورية ب «بإرهاب الحوادث»، معللا ذلك بأعداد ضحايا الحوادث سنويا، الذين يتجاوزون 6400 قتيل، بينما لم يصل ضحايا الأعمال الإرهابية إلى 200 قتيل من الطرفين، خلال السنوات العشر الماضية. وقال « في المقابل توفي لدينا خلال نفس الفترة من الحوادث المرورية 50 ألف شخص، وأكثر من 300 ألف مصاب، وخسرنا من الناحية الاقتصادية أكثر من 100 مليار ريال» مطالبا بتدخل صانع القرار باتخاذ سياسة قوية للحد من هذا النزيف. ولم يخف وجود عجز لدى إدارة المرور، في عدد رجال المرور، مشيرا إلى أنه من المفترض أن يخدم مدينة الرياض، قرابة تسع آلاف رجل مرور، بينما لايخدم المدينة، سوى 2000 رجل مرور، مقدرا نسبة العجز ب95 في المائة في العاصمة. وقال «لدينا في المملكة سبعة ملايين سيارة، ولا نملك سوى 14 ألف رجل مرور يقابل هذا العدد من المركبات، حيث يعمل جزء منهم في مجال الرخص، والجزء الآخر في الحوادث داخل المكاتب»، مشيرا في الوقت نفسه إلى استعانة المرور بالأنظمة التقنية، التي ستطبق في مشروع «ساهر» لمواجهة هذا العجز، بالإضافة إلى إناطة بعض الأعمال للقطاع الخاص، في خطوة تسعى لتخفيف الأعباء على رجال المرور. وطالب اللواء البشر بإيجاد قناة خاصة بالمرور على موجات ال FM ، تهدف لتوعية قائدي المركبات عن حالة الطرق أمامهم. وأوصى 40 مشاركا في حلقة نقاش تحت عنوان «نظام المرور الجديد بين الواقع والمأمول» بفصل الإدارة العامة للمرور عن الأمن العام وتطويرها، و توعية رجل المرور ومساعدته في تحسين صورته كجزء من الرسالة الموجهة للمجتمع، ووضع استراتيجية لتخفيف الزحام. واعتبرت التوصيات أن الطاقة البشرية لدى المرور، متواضعه جدا، وهو ما سيعطل تطبيق نظام المرور الجديد، أو عجز النظام، لوجود أساسي في الكوادر البشرية، كما أوصت إحدى التوصيات بدعم الدولة للنقل العام، للحد من الكثافة المرورية، وذلك عن طريق تقنين ساعات عمل المحلات التجارية.