تذمر قانوني من الوضع المروري في المملكة، الذي وصفه بالحرب الدائمة في الشوارع، إذ اعتبرها نوعاً من الإرهاب، معللاً مشاركته بورقة عمل حول الحال المرورية الراهنة بالمعاناة التي يعيشها هو وغيره من الحال المرورية. وقال أستاذ القانون الدستوري والنظم السياسية الدكتور أحمد الباز خلال حلقة نقاش عن (نظام المرور الجديد بين الواقع والمأمول) في كلية الملك فهد الأمنية، بمشاركة نخبة من المسؤولين والمتخصصين، إن المجتمع يعاني من إرهاب مروري روع الأنفس وزرع فيها الخوف أثناء السير في الشوارع والطرقات داخل وخارج المدن، مشيراً إلى أن المجتمع أمام كارثة وطنية تستوجب الحل السريع ومن أعلى المستويات. وتوقع الباز أن يصل عدد المتوفين جراء الحوادث المرورية في العام 2015 إلى 11511 شخصاً بشكل سنوي في السعودية، لافتاً إلى أهمية دور الأسرة الغائب في عملية الضبط الأسري، وضرورة مساهمة المؤسسات التعليمية في جميع مراحلها بالتوعية المرورية، وإعادة النظر في برامج مدارس تعليم القيادة، وصياغة برامج توعوية لرجال المرور، إضافة إلى المشاركة الفعالة لوسائل الإعلام المختلفة في التوعية المرورية. من جانبه، أوضح المدير العام للمرور اللواء فهد البشر أن 5 مدن في السعودية تعاني من عملية الازدحام المروري، إذ أن التخطيط الاستراتيجي لعملية الحد من الهجرة إلى المدن، وإيجاد فرص عمل لسكان المدن الصغيرة، وحل مشكلة النقل العام ستسهم في حل المشكلة، لافتاً إلى أن معظم الوافدين في المملكة يعتمدون على سياراتهم الخاصة، كونه لا يوجد نقل عام يساعد في تخفيف حركة السير والاختناقات المرورية. وتمنى وجود حملة وطنية على جميع المستويات لتوعية المجتمع بالإرهاب الذي يحصل في الشوارع من المتهورين وعديمي المسؤولية، مشيراً إلى أنه بمعدل 6 آلاف قتيل يموتون سنوياً جراء الحوادث المرورية، في المقابل لم يتوفى بسبب الإرهاب الحقيقي أكثر من 200 شخص من الطرفين، وطالب بسياسة عليا وقوية من أجل الحد من النزيف. و قال: «ننظر إلى المشكلة المرورية في أي رقعة جغرافية في الرياض وغيرها من دون تمييز، فإذا كان الأمر يحتاج إلى وجود دوريات المرور في الصحراء فلن نتردد في ذلك، ولكننا نعاني نقصاً شديداً في قوانا البشرية»، مؤكداً أن الحضور المروري في الأماكن التي تكون فيها اختناقات مرورية، أو تكون فيها مظاهر سلوكية غير محمودة. بدوره، لفت مدير مرور الرياض العقيد عبدالرحمن المقبل إلى أن رحلات المركبات في مدينة الرياض اليومية نحو 6 ملايين رحلة، وتقطع 64 مليون كيلومتر، وعدد المركبات التي تمر في طريق الملك فهد 300 ألف مركبة يومياً، وطاقته الاستيعابية 180 ألف مركبة، وطريق خريص تستهلكه بشكل يومي 270 ألف سيارة بينما طاقته الاستيعابية اليومية 160 ألف مركبة يومياً، موضحاً أن «ساهر» نظام إلكتروني لضبط المخالفات، ويستخدم في تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز المعلومات الوطني، مشيراً إلى أن هذا النظام يمنع أي تدخل بشري. إلى ذلك، اقترح المدير العام للبرامج الدينية والثقافية في التلفزيون السعودي والمستشار الإعلامي الدكتور محمد المخلف على الإدارة العامة للمرور التعاون مع وسائل الإعلام والمنتجين لإنتاج برامج كرتونية تلفزيونية موجهة لهذه الفئة، تتضمن التطبيق العملي لمواد نظام المرور، منها احترام الوقوف أمام إشارة المرور، والانتظام بالمسار الصحيح، واحترام مستخدمي الطريق، وعرض بعض المخالفات المرورية، وكيفية تطبيق الجزاءات على المخالفين.