هذه المرة جاء الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي الى «يونيسكو» شاعراً ليحيي أمسية توجته حاملاً أعلى أوسمتها، وقد قدم له «فرانشيسكو بندرين» رئيس مركز «الزان العالمي» ميدالية «يونيسكو» تقديراً لدوره كمثقف وكاتب وشاعر. اختار القصيبي لأمسيته هذه قراءة قصيدته الطويلة، «سحيم» التي تحكي قصة شاعر آخر من الجزيرة العربية هو «سحيم» والتي أعيد طبعها مرات عدة. والقصيدة تتناول السيرة المأسوية للشاعر العربي سحيم عبد بني الحسحاس، وهو تغزل ببعض النسوة، ورفض الاعتذار، فمات حرقاً. اعترف القصيبي، بأنه كان يريد أن يكتب رواية تتحدث عن حياة «سحيم»، ولم يوفق، وأدرك أن هذه الملحمة لا بد من أن تروى شعراً، وتدفقت القصيدة عليه كما أشار. شعر القصيبي وأداؤه المسرحي، صاحبتهما تنوعات ضوئية وعزف على العود، وعلى شاشة كبيرة خلفه كانت لوحة لمجموعة من البدو والخيم، والترجمة الفرنسية للنص. جمهور القصيبي من أمراء وسفراء ومثقفين ومحبين للشعر، تجاوب معه، وأظهر إعجابه بالشعر، والإلقاء، وبنكاته الحاضرة دوماً، فاستولى على قلوبهم وعقولهم، فاندفعوا إليه بعد انتهاء الأمسية ليوقع لهم كتباً له حملوها، والتقاط الصور التذكارية. القصيبي المقل في تقديم الأمسيات الشعرية، كان يلبي دعوة مدير عام «يونيسكو» كوشيرا ماتسورا، والدكتور زياد الدريس المندوب الدائم للسعودية لدى «يونيسكو»، وقد قدم الدكتور القصيبي بقوله: «قد يسهل عليك أن تتحدث عن شاعر مبدع، أو تتحدث عن روائي عذب، أو عن سياسي حاذق، أو ديبلوماسي فذ، أو أكاديمي صارم. قد يسهل عليك أن تتحدث عن هؤلاء الأشخاص... كل على حدة، فتعطي كل واحد منهم قاموس الوصف الذي يليق به، وطقوس المديح التي تفي بامتيازاته، ولكن ماذا تصنع حين تريد الحديث عن شاعر روائي وسياسي وأكاديمي وديبلوماسي... في إنسان واحد؟ كيف تتوحد قواميس الوصف وتصطف طقوس المديح في مشهد واحد؟ إنها محاولة انتحارية... محاولة الإقدام على تفجير مخازن الإبداع لدى غازي القصيبي».