غادر الرئيس الأميركي باراك أوباما العراق بعد زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقا، هي الأولى له منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي، في وقت قتل 12 شخصا بانفجار سيارتين مفخختين بحي الكاظمية ببغداد والفلوجة. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقاعدة عسكرية أميركية، كما التقى قائد القوات الأميركية هناك راي أوديرنو، وأعرب في تصريحات للصحفيين عن أمله أن تساعد تلك الزيارة القوى السياسية العراقية على الوصول إلى حلول عادلة للمشاكل التي تواجههم. وقال متحدث باسم البيت الأبيض في إسطنبول إن قرار زيارة أوباما لبغداد جاء بسبب وجود حاجة لإجراء محادثات مع القيادة العراقية، بالإضافة إلى رغبة الرئيس في الإشادة بمهمة قوات بلاده بالعراق. وصول أوباما جاء بعد ساعات من مصرع تسعة أشخاص وإصابة 18 آخرين في تفجير سيارة قرب مسجد في حي الكاظمية شمال غرب بغداد. وقالت الشرطة العراقية إن الانفجار ألحق أضرارا بالغة بالمباني القريبة، وإن حالة بعض الجرحى خطيرة. وأفاد شهود عيان لرويترز أن أم رضيع لا يتجاوز سبعة أشهر قتلت بالانفجار، وأن الأب أصيب إصابات بالغة عندما وقع الانفجار أمام سيارتهما. وألقت الحكومة بمسؤولية الهجمات على أنصار حزب البعث بالتعاون مع تنظيم القاعدة، وأشارت إلى أن الانفجارات تتزامن مع الذكرى السنوية لتأسيس البعث. وفي الفلوجة قتل ثلاثة شرطة وأصيب سبعة بينهم قائد صحوة منطقة الكرمة شرقي المدينة عندما فجر انتحاري سيارته عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة. يأتي تصاعد الهجمات في وقت اعتبر الأمين العام لحزب البعث بالعراق عزة الدوري أن العملية السياسية في البلاد مشروع للمحتل يريد بواسطتها تحقيق ما لم يستطع تحقيقه عسكرياً. وقال الدوري في تسجيل صوتي منسوب إليه إنه يرغب بإقامة علاقات جيدة مع واشنطن، لكنه أكد أن ذلك لن يتحقق إلا بعد رحيل قواتها من البلاد والإطاحة بالحكومة العراقية الحالية.