أفاد رئيس الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي أن وزارة الخارجية على اتصال دائم ومباشر مع البعثة السعودية الدبلوماسية في ليبيا طوال الأيام الماضية وحتى الآن، بغية الاطمئنان عليهم وعلى أسرهم والتأكد من سلامتهم وأمنهم وتلبية احتياجاتهم بالتنسيق مع السلطات المعنية في ليبيا. وأكد في حديث له يوم أمس أن جميع أفراد البعثة السعودية وأسرهم في صحة جيدة ومطمئنة، ولم يتعرضوا لأي خطر أو مكروه، موضحا أن البعثة الدبلوماسية السعودية في ليبيا تبحث حاليا عن مواطنين قد يكونون متواجدين في ليبيا لتقديم التسهيلات لهم والحفاظ على سلامتهم. وتابع قائلا: «إن حكومة خادم الحرمين لن تدخرا جهدا في الحفاظ على أمن وسلامة أي مواطن موجود في الخارج». من جهة أخرى، تلقت سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة الليبية طرابلس صباح أمس، توجيهات عاجلة بإجلاء الدبلوماسيين السعوديين وأسرهم والرعايا المقيمين من الأراضي الليبية عبر طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية تهبط استثناء في مطار طرابلس، إذ إنه لا يوجد خط جوي مباشر بين المملكة وليبيا منذ سنوات عدة. وكشف القائم بأعمال السفارة السعودية في طرابلس عبدالله هزاع العتيبي عن دوافع إصدار هذه التوجيهات بخطورة الوضع العام في ليبيا، مقرا أن الحالة الأمنية حول السفارة مقلقة وغير مطمئنة، فالساحة المقابلة لمبنى السفارة مليئة بالمتظاهرين المسلحين، وفجأة توقف عن الحديث وقال «اسمع أصوات الرشاشات». وبشأن إغلاق السفارة لحين استقرار الحالة، أوضح العتيبي أنه يترقب إصدار توجيه بهذا الشأن، إذ تدرس وزارة الخارجية ذلك، خاصة أن العاصمة تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوق، واصفا إياه ب «الخطير، وكل البلاد تفتقر إلى الأمن». وعبر العتيبي عن مخاوفه تجاه إمكانية هبوط الطائرة في المطار، حيث تعترض التنسيقات الجارية بين الخطوط السعودية والاتحاد الدولي للنقل الجوي والطيران المدني في ليبيا العديد من المعوقات بشأن تهيئة الهبوط في مدرج المطار، كون غالبية الدوائر الحكومية خلت من الموظفين، بما فيها بعض مرافق المطارات. وعن عدد أفراد السلك الدبلوماسي والرعايا المقيمين في ليبيا، أوضح العتيبي أن الدبلوماسيين وأسرهم يبلغون 85 فردا، بينهم نساء وأطفال، فيما ينحصر عدد المقيمين السعوديين في ليبيا في ثلاثة سعوديين فقط. وفي المقابل، أكد ل «عكاظ» مساعد المدير العام للخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله الأجهر عدم وجود خط جوي بين المملكة وليبيا منذ سنوات، موضحا أن الخطوط تتلقى معلومات دورية من مصادر متعددة، بما فيها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عن حركة النقل وطبيعتها تزامنا مع الظروف التي تشهدها عواصم عدة في العالم، بما فيها إيران واليمن. يشار إلى أن وزارة الخارجية أنشأت غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة لمتابعة أوضاع الدبلوماسيين والرعايا في المناطق المضطربة للاطمئنان عليهم وحمايتهم والاستجابة لطلباتهم فورا.