بدأ عشرات الالاف من المصريين في الفرار من ليبيا هربا من العنف الدامي الناتج عن تصدي السلطات الليبية للتظاهرات المطالبة باسقاط نظام العقيد معمر القذافي فيما اعلن وزير الخارجية احمد ابو الغيط ان صعوبات تواجه اعادة 1,5 مليون مصري من ليبيا. وقال مصدر امني مصري صباح الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان "10 الاف مصري موجودون حاليا عند منفذ السلوم الحدودي (على بعد 750 من الاسكندرية) في انتظار العودة الى اماكن اقامتهم في مختلف محافظات مصر". وكان خمسة الاف مصري غادروا ليبيا الاثنين معظمهم بالطريق البري وبعضهم بالطائرات، وفق المصدر نفسه. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الثلاثاء ان قرابة مليون ونصف المليون مصري يعملون ويقيمون في ليبيا وان مجموعتي عمل حكوميتين شكلتا من اجل تأمين عودة هؤلاء. واكد المصدر الامني انه نظرا لتدفق اعداد كبيرة من المصريين على منفذ السلوم، "عزز الجيش المصري تواجه على الحدود مع ليبيا لتأمين المواطنين المصريين العائدين وتحسبا لاي طارئ قد ينجم عن الاوضاع الحالية في ليبيا". واقامت القوات المسلحة المصرية مستشفى ميدانيا في بلدة السلوم الحدودية لاستقبال الجرحى والمرضى. وذكر التلفزيون المصري ان "القوات المسلحة اقامت معسكرات لاستقبال الأفراد، وتقديم الرعاية والاحتياجات اللازمة لهم". واعلن المتحدث الرسمي باسم الهيئة القومية للسكة الحديد المصرية محمد حجازي ان الهيئة قررت ارسال 4 قطارات فورا الى مرسى مطروح كبداية لجسر سكة حديد لنقل المصريين العائدين من ليبيا مجانا. وقال حجازي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن القطارات ستعمل على خط "مطروح - القاهرة" تباعا دون توقف بمجرد امتلاء القطار بالركاب، حتى يتم نقل جميع المصريين العالقين والعائدين من ليبيا. واقعلت طائرتان حربيتان الثلاثاء في طريقهما الى طرابلس لنقل رعايا مصريين يرغبون في العودة، بحسب التلفزيون المصري. ولكن احمد ابو الغيط اكد ان صعوبات تواجه اعادة 1,5 مليون مصري في ليبيا موضحا ان "المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي الحصول على تصاريح لهبوط الطائرات المصرية في ليبيا لان رد فعل الجانب الليبي غير واضح حتى الان". وانتقد ابو الغيط بشدة تصريحات سيف الاسلام القذافي نجل العقيد الليبي معمر القذافي الذي قال ليل الاحد/الاثنين ان مصريين يشاركون في التظاهرات ضد النظام الليبي والمح الى ان لمصر مطامع اقليمية في شرق ليبيا. وقال ابو الغيط تعليقا على تصريح سيف الاسلام القذافي :"لقد فوجئنا بهذا الاتهام السخيف وحملنا الحكومة الليبية مسؤولية الحفاظ على امن وسلامة المصريين وممتلكاتهم في ليبيا". واكد الوزير المصري ان "مجموعتي عمل (حكوميتين) تركزان على كيفية اعادة واستقبال مليون ونصف المليون مصري في ليبيا تقريبا وهي اعداد هائلة". ونصح ابو الغيط "المصريين في ليبيا بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج الى الطرق او التحرك في الشوارع وعدم النزول الى المدن" وخصوصا اولئك المقيمين في شرق ليبيا. وقال "تم تدمير ممرات الهبوط في مطار بنغازي اي ان طائرات مصر للطيران لا يمكن ان تهبط وانصح دائما بالبقاء في المنازل وعدم الخروج حتى يتضح الامر خاصة انه فكر المصريون في السفر فسيعبرون حوالي 500 كليومتر من المخاطر حتى يصلوا الى الحدود المصرية". واضاف "اذا اقتضى الامر السفر (من شرق ليبيا) فعلي المصريين ان يكونوا في جماعات وحافلات" حتى يمكنهم الوصول بأمان الى الحدود المصرية. وتابع "ان المشكلة الرئيسية التي تواجهنا حاليا هي الحصول على تصاريح الهبوط في ليبيا وهذا الموضوع يمثل صعوبة شديدة لان رد فعل الجانب الليبيس غير واضح حتى الان ويجب ان نحصل على تصاريح الهبوط لكي نؤمن نزول الطائرات بسلام في ليبيا". وقال ابو الغيط "انصح ابناءنا المصريين في غرب ليبيا بعدم الذهاب الى مطار طرابلس بل انصحهم بأن يتصلوا اولا مع السفارة المصرية في طرابلس او مقر مصر للطيران في مطار" العاصمة الليبية مؤكدا ان ديبلوماسيين مصريين مقيمين في مقر شركة مصر للطيران" في مطار طرابلس. واكد ضرورة تأمين المصريين المتوجهين الى مطار طرابلس وتنظيم العودة "حتى لا نجد في لحظة ان هناك 3 الاف مصري في المطار في حين ان طائرة واحدة سعتها 180 راكبا موجودة في المطار". واوضح ان السفارة المصرية في تونس بدأت منذ صباح الاثنين الاستعداد للمصريين الذين سيغادرون ليبيا عبر الحدود التونسية ليتم نقلهم بعد ذلك الى مصر من خلال شركتي مصر للطيران وشركة الطيران التونسية. واعلنت شركة مصر للطيران انها تعتزم تسيير 6 طائرات الى ليبيا الاربعاء لاعادة المصريين. واكد السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية لشئون المصريين فى الخارج في تصريح للتلفزيون المصري أن "جهودا مكثفة تبذل للاسراع فى إرسال العديد من العبارات إلى مينائي طرابلس وبنغازي لإخلاء المصريين وإعادتهم الى أرض الوطن". واكدت وزارة الخارجية المصرية رسميا مقتل مصريين في ليبيا فيما افاد شهود ان عشرة على الاقل لقوا مصرعهم خلال اعمال العنف في ليبيا.