المنتجات الخالية من الدبقين صناعة تدر الملايين، ازدهرت بعد انتشار حالتين صحيتين مختلفتين علاجهما التوقف عن تناول كل ما يدخل القمح ضمن مكوناته، وهاتان الحالتان هما: 1- حساسية القمح، أو ما يطلق عليه مرض سيلياك، وهي اضطراب مناعي يبدو على هيئة التهاب حاد للأمعاء الدقيقة، ويعاني منها نسبة قليلة من سكان العالم. 2- عدم تقّبل القمح، وهي حالة أقل حدّة من حساسية القمح ولكنها تظهر على هيئة المعاناة من انتفاخات وتقلصات واضطرابات في الجهاز الهضمي وإحساس عام بالوهن والخمول، وجملة أخرى من الاضطرابات تشمل الاكتئاب واضطرابات النوم. ويدخل ضمن هذه الحالة المصابون بمتلازمة الأمعاء المتهيجة، أو ما يسميه الناس بالقولون العصبي. وتتحسن حالات المصابين بالحالة الثانية عند التوقف عن تناول القمح وغيره من الحبوب التي تحتوي على الدبقين(الجلوتين). واليوم تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الدبقين في الحبوب ليس هو المسؤول وحده عن الاضطرابات التي تحدث لمن لديهم الحالة الثانية، والمسئول عنها هي نشويات/سكريات فيها جزيئات قابلة للتخمّر تسمى FODMAP، والمسمى اختصار لِ Fermentable Oligo-De-Monosaccharides And Polyols. وهذا النوع من النشويات موجود في القمح، ولذلك تتحسن حالات من يعانون من عدم تقبل القمح إذا توقفوا عن تناوله. وقد أصدر مركز طب جامعة ستانفورد على الموقع http://stanfordhealthcare.org/content/dam/SHC/for-patients-component/programs-services/clinical-nutrition-services/docs/pdf-lowfodmapdiet.pdfنشرة تقدم نبذة جيدة من المعلومات في هذا المجال، وتبعاً لهذه النشرة توجد هذه النشويات/سكريات في: -الفركتوز (سكر الفواكه) في بعض أنواع الفواكه والعسل وشراب الذرة عالي الفركتوز.. وغيرها. -اللاكتوز (سكر اللبن) في منتجات الألبان. -الفروكتانات (fructans) في القمح والثوم والبصل.. الخ. -الجالاكتانات (galactans) في البقول كأنواع من العدس والفول وفول الصويا.. وغيرها. -البوليولات (polyols) وهي محليات تحتوي على الإيزومالتو المانيتولو السوربيتولو الإكزيليتول، وبعض أنواع الفواكه والخضروات مثل الأفوكادو والمشمش والكرز والخوخ والبرقوق.. الخ. وهذه النشويات لا يتم هضمها جيداً في الأمعاء الدقيقة، وعندما تصل إلى الأمعاء الغليظة تتخمّر وتسبب الازعاج لمتناولها. وفي نشرة جامعة ستانفورد شرح مبسط لنظام غذائي خالي من الأطعمة الغنية بذلك النوع من النشويات يسمى Low FODMAP Diet. ومع ذلك تؤكد الطبيبة مورين ليونارد المختصة بأمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام في بوستن إن المسألة لا تزال غامضة وتحتاج إلى المزيد من الدراسات، فالأطعمة الخالية من الدبقين تماما مثل الفواكه والخضروات والبقول قد تكون غنيّة بتلك النشويات. وهذا متوقع فالمعلومات والبحوث في هذا المجال لا تزال في بداياتها، وهناك مراكز طبيّة في استراليا والولايات المتحدةالأمريكية وألمانيا وبلجيكا تجري المزيد من الأبحاث على المعلومات الجديدة، فليس الدبقين وحده هو المسؤول عن عدم تقبّل القمح.