القيادة علم من علوم الادارة وفن من فنونها فهي تؤثر في الآخرين من أجل تحقيق الأهداف المشتركه وتعمل على إحداث تأثير في الأشخاص عن طريق الاتصال بهم وتوجههم والتأثير على أفكار الاخرين واتجاهاتهم وسلوكهم نحو تحقيق الأهداف. وظيفة القائد الإداري والمدير الاداري والمشرف كلها وظائف لإدارة البشر والإشراف عليهم وتنطلق هذه الوظائف من التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابه واتخاذ القرارات والاتصالات ولكن الفرق بين القائد الاداري والمدير الاداري عملية نسبية وليست مطلقة، فمثلاً المدير الاداري يرتبط بالمنصب الرسمي الذي يفرض له سلطة قانونية ورسمية بموجب القوانين والانظمة الرسمية المعمول بها، بينما القائد الاداري يستمد سلطته من الجماعة بقدرته في التأثير على سلوكهم بطريقة تجعلهم يستجيبون له، لانه يعتمد على الاقناع وليس فقط السلطة، القائد الاداري يستخدم اسلوباً ايجابياً في الاشراف بمحاولة استثارة الدافعية لدى الجماعة للعمل عن طريق الحوافز الايجابية ومساندة المرؤوسين والتركيز على نقاط القوه لديهم وتقدير جهودهم وتوجيههم عندما يخطئون وقريباً منهم وحائزاً على ثقتهم واحترامهم، بينما اسلوب المدير الاداري في الاشراف يختلف عن اسلوب القائد الاداري فهو اشراف محفوف بالخوف والشعور بعدم الرضى لدى المرؤوسين نتيجة فرض الجزاءات وتضخيم الاخطاء والبعد عن المرؤوسين بحكم موقعه الرسمي في الهيكل التنظيمي. واذا نظرنا الى ممارسة العمل الاداري فنجد القائد الاداري يعتمد على الثقة واسلوبه الشخصي بينما المدير الاداري يعتمد على النواحي الرسمية وتنفيذ صلاحياته وفي الاشراف نجد أن المدير دكتاتوريا ومتسلطا والقائد الاداري يعتمد على النواحي الديمقراطية والمشاركة وهناك فرق بينهما في العلاقة مع المرؤوسين فالقائد الاداري يعتمد على الثقة والتعامل الودي بينما المدير الاداري يعتمد على التباعد والاعتماد على السيطرة وفي اسلوب التحفيز القائد الاداري حوافز منوعة متضمناً التشجيع وتعزيز الثقة والعلاقة بينما المدير الاداري يعتمد على النواحي المادية واسلوب الثواب والعقاب. وفي صنع القرار نجد أن القائد الاداري قراراته لا مركزية ومشتركة بينما قرارات المدير الاداري مركزية وفردية ونجد عملية الاتصالات أن القائد الاداري تتسم بالحوار المفتوح والنقاش المفيد بينما اتصالات المدير الاداري عمودية وهابطة وصاعدة وفي الرقابة نجد القائد الاداري تكون الرقابة مرنة ومتضمنة توجيها وارشادا بينما رقابة المدير الاداري محكمة ومتضمنة تصيد الاخطاء واذا نظرنا الى المهارات فنجد أن القائد الاداري مهارات سلوكية وابداعية بينما مهارات المدير الاداري فنية واجرائية. ومن المقارنات السابقة يتكون لدينا فرق واضح في طريقة الاسلوب الاداري فنجد أن هناك شعوراً كبيراً لدى العاملين بأنّ القائد الاداري مُلهم ونجم لامع بينما المدير الاداري مدير عادي وجيد، ولذلك فإن اسلوب القائد الاداري مطلب وهام لتنفيذ العملية الادارية وهذا ما تتطلبه البيئة الادارية في المملكة بتطبيق اسلوب القائد الاداري الذي يتولى العملية الادارية وينفذها بالطرق العملية الادارية الحديثة حتى يصبح لدينا منظومة ادارية ناجحة تحقق الأهداف المطلوبة وتعمل على زيادة الكفاية والفعالية الادارية التي تؤدي الى استخدام العناصر المناسبة بالطريقة المثلى مما يوفر المال والجهد والوقت فمتى نكون قادة اداريين ناجحين من أجل أن يكون لدينا ادارة علمية سعودية ترفع الرأس وتحقق الأهداف وتطبق اسلوب القائد الاداري الناجح. *كاتب وباحث في مجال الإدارة وتنمية الموارد البشرية